بعد أشهر من توتر العلاقات وتبادل التصريحات الرسمية القوية والرسائل المُهينة&التي تخلو من المجاملات الدبلوماسية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واردوغان، استقبل الرئيس ترامب حليفه التركي أردوغان في البيت الأبيض يوم الاربعاء الماضي &(13 تشرين الثاني 2019).،&

ومن الجدير بالذكر إن العلاقات بين البلدين الحليفين شهدت توترا ملحوظا وخلافات حادة في عدة قضايا مهمة منها & : &شراء تركيا لأنظمة دفاع جوي روسية متقدمة، إلى جانب إصرار تركيا على مطلبها المتعلق بضرورة قيام الولايات المتحدة بتسليمها رجل الدين المعارض(Fethullah Gulen) والمقيم حاليا في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بالمسؤولية عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016&.

اضافة إلى&نقطة خلافية جوهرية&اخرى&وهي : تنفيذ تركيا عمليات عسكرية جوية وبرية شرقي نهر الفرات في سوريا,واستخدامالاسلحة المحرمة دوليًا ضد المواطنين العزل على الرغم من تهديد الرئيس ترامب، بتدمير اقتصاد تركيا "حال تجاوزها الحدود"&, حيث حذرالرئيس ترامب أردوغان في رسالته&المُهينة&والتي (نشرت صورة منها على موقع بيت الابيض في 9 من أكتوبرالماضي)&خاطب فيها اردوغان&قائلاً : (دعنا نتوصل إلى اتفاق جيد , أنت لا تريد بأن تكون مسؤولا عن ذبح الآلاف من الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي, وسأفعل ذلك ) , وذهب الرئيس &ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما هدد اردوغان قائلاً : (سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك إلى الأبد كشيطان إذا حصل العكس) , وختم ترامب رسالته قائلاً &: (لا تكن رجلاً متصلباً, لا تكن أحمقاً )..&

وبعد الاجتماع&المذكور عقد&الرئيسان&&مؤتمراً صحافياً تعرض إردوغان قبل انتهائه إلى إهانة كبيرة&من قبل&الإعلامي الامريكي المعروف (جون روبرتس ) من شبكة&فوكس نيوز&التلفزيونية،والذي ساله&عن الرسالة التي وجهها إليه الرئيس ترمب في 11 أكتوبر الماضي وقال نصاً : ( الرئيس ترامب بعث لك رسالة في 9 اكتوبر حثك فيها على عدم شن عملية عسكرية في شمال سوريا , قال لك وانا اقتبس : ( لا تكن متصلباً,لا تكن أحمقاً, الا انك تجاهلت هذه الرسالة ومضيت بشن عملية عسكرية شمال سوريا , فهل لك أن تشرح لماذا تجاهلت تحذير الرئيس ؟)
صمت اردوغان قليلًا وقد&أحمرّ وجهه&&وبدأ&عليه الضيق الشديد من اثر السؤال الصادم وثم اجاب بصوته المبحوح ولسان حاله يقول : ( يا أَرض انشقي وابلَعينيي )*&

نعم ان الطاغية اردوغان الذي حول بلده إلى سجن كبير يمارس داخله جميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان في السر والعلن ,كما حول&إقليم كوردستان ـ العراق &وشمال سوريا إلى حقل تجارب&لكل أنواع&الأسلحة الروسية والامريكية والاوروبية &, تحمّل الإهانة والتحقيرمن قبل الصحفي الامريكي (روبرتس) دون أن يقطب جبينه غيظاً, ولكنه لا&يطيق ان يسمع صوت&احد ابناء&شعبه&الذي يطالب بالحرية والعدالة والعيش الكريم &, ولايتحمل ان يسمع أنين الاطفال الذين&حرقهم اردوغان&بالنابالم الحارق و قنابل&الفوسفورالأبيض&المحرم دولياً&في&مدينة&(&سرى كانيه&وكوباني وعفرين و قرى ومناطق مغدورة في إقليم كوردستان&)بذريعة محاربة الارهاب&,&نعم.،.لايطيق اردوغان ان يسمع&صرخات&الشعوب المعارضة لسياسته&الهمجية والتوسعية الاستعمارية وبحجج واهية&.

اخيرا : كشف اردوغان ايضا كذب&وتدليس&الإعلام التركي الرسمي،عندما مرر جوابه سريعًا&&بشأن رسالة الرئيس ترامب المُهينة&، وقال : (أعدتها بعد ظهرهذا اليوم إلى الرئيس ), اي ان اردوغان &لم يلق تلك الرسالة المُهينة التي استلمها من الرئيس ترامب في 11 أكتوبر الماضي في القمامة كما&&أُشيع&وتردد في وسائل&الإعلام التركي الرسمي انذاك.،&

ويبقى السؤال الاهم : هل حقاً شعرأردوغان بالإهانة في البيت الأبيض؟