العقد الاخير شهد خروج&انتفاضات وثورات شعبية عارمة في بلدان العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط،&وبدأت&اولا بتونس ثم مصر وليبيا وسوريا واليمن والجزائر،&وحققت الثورة التونسية&اهدافها&بمراحل متلاحقة نتيجة وعي وثقافة شعبها واحزابها&فحصل&استقرار&لانتقال السلطة&بطريقة سلمية ومدنية وديمقراطية&نزيهة تفتقر اليها اغلب دول المنطقة.

وفي مصر حققت الثورة هدفها بتغيير النظام ولكن بشق الصعاب&وبتقلبات سياسية مثيرة ومازال نظام الحكم غير مستقر على وتيرة ديمقراطية&لا تقبل الطعن، وفي ليبيا تمكنت الثورة الشعبية من تغيير النظام&ولكن البلد دخل في حرب اهلية مازال الشعب الليبي يدفع ثمنا باهظا&من ارواح المواطنين المدنيين.

اما في سوريا فقد كادت&الثورة&الشعبية السلمية الباهرة ان تحقق اهدافها ولكن بفعل مخططات النظام ومؤامرات اقليمية ودولية&حولت&الثورة&المدنية&الطاهرة الى ساحة للمعارك الطاحنة والحروب&المجنونة&بالوكالات&بين منظمات مسلحة ارهابية تابعة للنظام الحاكم في سوريا وتركيا وايران وروسيا وتلاشت امال الثورة بالتغيير.

وفي اليمن اندلعت ثورة شعبية عارمة ضد علي عبدالله صالح ولكنها بمراحلة متلاحقة تحولت الى حرب اهلية وصراع اقليمي ونتحت عنها ازمات ومآسي انسانية كبيرة ومازالت الصراعات والحرب تراوح في مكانها.

واما في الجزائر فان الثورة والاحتجاجات والتظاهرات تدور في خلقة لا يسمح لها بتجاوز تا الجبش&الحزائري المسيطر على زمام الامور السياسية والحكومية بالبلد ومازال الوصع عالقا&وغبر محسوما&بین الاطراف الحاكمە والجهاتالشعبية&المحتحە.

اما في الفترت الاخيرة&حرى&حراك شعبي للحماهير الشعبية&السودانية&ضد النظام العسكري الحاكم،&وتمكنت&بتواصلها&من تغببر رئيس النظام وتشكيلمحلس لادارة الحكومة بين العسكر&المتبقين والقوة السياسيى المدنية، فحصل بعص الاستقرار&واتفاق&للوصع السياسي.

وبعد&ذلك انطلقت الثورة&اللبننانية في بيروت وفي المدن معلنة رفض الثائرين للنظام السياسي السائد في البلد&المبني على المحاصصة الطائفية وقد اثمرت الحراك في&بدايته الاولى عن استقالة رئيس الوزراء ولكن هيكلية النظام قائمة والتظاهرات مستممرة.

وفي العراق في 25 اكتوبر اندلعت ثورة مدنية سلمية&بساحة التحرير وفي المدن الجنوبية وحملت شعارات وطنية&كبيرة بوطنيتها وبمحتواها لصالح تخقيق التغيير والاصلاح في عموم شؤون&البلاد، ولكن هذه الانتفاضات والحراكات الشبابية السلمية جوبهت بنار القناصين&ونيران اسلحة القوى والاجهزة الامنية والعسكرية والمليشيوية، ادت الى سقوط اكثر من 350 شهيد واصابة اكثر من 15 الف مصاب من الثائرينن، والحكومة الفاسدة المارقة برئاسة عادل عبدالمهدي اعلنت منذ البداية ان نيران والرصاص الحي المستعمل ليست من قبل افراد القوى الامنية، واشار وزير الدفاع الى طرف ثالث وراء القنص وقتل المتظاهرين، والمظاهرات مازالت تدفع كل يوم قربنانها من ارواح الشباب الثائرين في بغداد والمحافظات معا، ولحد لم تبدي الحكومة ولا البرلمان ولا المرجعيات الدينية ولا الاحزاب الجدية التامة&في تنفيذ مطالب المتظاهرين، وما ينفذ من سيناريو يومي من قبل الحكومة مجرد لامتصاص زخم الثائرين واللعب على كسب الوقت لارهاق الثورة&والدفع بها الى الفشل والابقاء على النظام القائم.

واغلب الثورات المنطلقة اشتركت&باهداف مشتركة وهي: اسقاط النظام القائم وتامين البديل الصالح لعموم الشعب،&القضاء على الفساد وتقديم المسؤولين الفاسدين الى المحاكم، تقديم اصحاب الثروات&والممتلكات&الكبيرة&الى القضاء لاثبات شرعيتها، ضمان تقديم الخدمات الحياتية الاساسية&وتأمين&الماء الصالح للشرب والكهرباء والخدمات البلدية لكافة الاحياء، تأمين فرص العمل لكافة الخريجين والشباب العاطلين عن العمل،&منح السلف لاقامة وانشاء المشاريع الانتاجية والخدمية الصغيرة، تغيير القوانين والمواد الدستورية التي سنت لصالح الفاسدين للثراء الفاحش،&تأمين الوحدات السكنية للمواطنين،&ضمان الدولة بتحقيق اللوائح الدولية والدستورية في مجال حقوق الانسان وضمان حق المواطنة&بالحرية والكرامة والعيش الكريم.

ولكن ما يحص من ردود افعال قاتلة للانظمة الحاكمة ضد المتظاهربن الابرياء&جائرة وقاتلة وعنيفة ولاحدود لقساوتها، ودائما الرد بالدم وسفك الدم،&ودون هوادة ولا اعتبار ولا احترام لحق حرية المواطن بالتظاهر والاحتجاج السلميودون&احترام للحقوق الدستورية، ولهذا مرت الثورات&الحالية وخلال السنوات السابقة بمجابهات دموية صادمة، والنظام الحاكم في اي بلد&غير&مستعد&تماما&للتفاوض والحوار المباشر&لتننفيذ الطلبات الجماهيرية والاذعان لراي الشعب، وبالمقابل ودوما يلجأ النظام الى استخدام اعنف وسيلة للقوة والقتل الماشبر&دون اي اعتبار قانوني ومعنوي بان هؤلاء المحتجين مواطنين للنظام بالاساس، ولهذا اثبتت الثورات ان الهوة واسعة وشاسعة جدا بين الحكزمة والمواطن وبين الدولة والشعب&وبين النظام السياسي والجماهير ومبنية على اساس القوةة والاطاعة وليس على اساس احترام الحقوق&الانسانية والمدنية والدستورية، والدساتير هي اكثر الوثائق المختركة والمتروكة دون اعتتبار في مجال الحق الانساي.

ولهذا على الامم المتحدة التحرك الجاد لضمان وسائل عملية لحماية الثورات الاحتجاجية المدنية&ومساعدتها في تحقيق التغيير والاصلاح المنشود،&تبني الاقتراحا التالية لضمانن تووفير الحماية:

(1)&تكليف&مجلس الامن لاصدار قرار دولي&بالالتزام الكامل لحماية الثورات والاحتجاجات والمظاهرات والانتفاضات السلمية المدنية&في اي دلة عضو بالامم المتحدة وموقع&على لوائحها ومواثيقها الدولية.

(2)&تشكيل مجلس اممي&(مثل محلس حقوق الانسان)&مرتبط بالجمعة العامة للامم المتحدة او مجلس الامن لرعاية ومراقبة&الاحتجاجات المدنية في العالم لضمان حقوقهم في التعبير والراي وطرح المطلب المشروع والتظاهر السلمي المدني، ومتابعة مواقفهم وتطوراتهم اللاحقة.

(3)&التاكيد على اصدار لائحة دولية من الامم التحدة خاصة بحق التظاهر السلمي المدني&وبيان اطاراتاها القانونية والانسانية والتزام كل دولة عضو بالامم المتحدة بالتوقيع عليها وتنفيذها وفق الاطر الشرعية الدولية.

(4)&التعامل الفوري مع احداث الاحتجاجات المدنية في اي دولة من قبل الامم المتحدة ومجلس الامن، وارسال ممثل دولي للدولة المعنية&لمتابعة الاحتجاجات ومراقبتها وضمان تطبيق اللوائح الدولية المرعية&بحق ضمان حقوق الانسان.

(5)&تكليف كل دولة من قبل&الامم المتحدة باصدار لائحة خاصة بحقوق المواطنة الدستورية&والزام&نشرها للمواطنين&وادخالها ضمن المناهج الدراسية&واغلب شعوب ودول المنطقة مازالت غير معتادة على لائحة حقوق المواطنة الدستورية.

باختصار هذه المقترحات&الاولية الحاجة الماسة لها ضرورية لتحديد مصير الثورات والانتفاضات السلمية المدنية لكي لا تقمع من قبل&انظمة&الدول&البوليسية التي تحارب بكل وسيلة الحقوق الشرعية والانسانية والدستورية للمواطنين وخاصة&الاصوات المدنية المطالبة بالتغيير والاصلاح، وبسبب&شدة قمع الانظمة وكثرة الضحايا والقرابين والشهداء والمصابين التي تدفعها&الاحتجاجات والمظاهرات والانتفاضات بالرغم من سلميتها ومدنيتها وهي لا تحمل&سوى&مطالب شرعية وقانونية، لابد من وقفة دولية ومنظماتية عالمية&وتعامل فوري للسيطرة على الموقف&وابعاد المسيرة من نهاياتها المأساوية والكارثية كما حصلت في ليبيا وسوريا واليمن&وغيرها من الدول والشعوب التي&اريقت فيها انهار من الدماء&بسبب اجرام السلطة، مع التمنيات بنجاح كل ثورة شعبية&وبالاخص الثورة العراقية.

(*) كاتب وباحث سياسي

&