ثبت على نحو قاطع أنّ علي خامنئي هو من إتخذ قرار الهجوم على "أرامكو" النفطية وأنه كان يريد بتلك الضربة إستفزاز المملكة العربية السعودية ودفعها إلى ردٍّ عسكري يؤدي إلى نشوب حرب إنْ محدودة وإنْ واسعة النطاق تجبر قوى المعارضة ومعها الشعب الإيراني بمعظمه على إيقاف تحركاتها الداخلية التي تستهدف نظام الولي الفقيه وبحجة أنَّ الوطن بات في خطر وأن كل الإيرانيين يجب أن ينخرطوا في معركة الدفاع عنه.

ويقيناً أن القيادة السعودية قد فعلت ما كان يجب أن يفعل بالتقاطها ما أراده نظام الملالي بهذه الضربة ولذلك فإنها قد فوتت على هذا النظام ما كان يسعى إليه وأعتبرت أن الهجوم على "أرامكو" يستهدف العالم كله وبخاصة الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأنه، أي هذا العالم، هو المعني بإختيار الرد المناسب على هذا&الهجوم وهذا ما كان حصل فعلاً وجرى تفويت ما كان يسعى إليه علي خامنئي&وأعوانه وجنرالاته.&

وهكذا فقد تفجرت هذه الثورة الأخيرة التي رغم ما تعرض له الشعب الإيراني بكل مكوناته وبكل قومياته وأحزابه من بطشٍ دمويٍّ بدائيٍّ، وحيث تشير التقديرات إلى أنه قد سقط حتى الآن "400" شهيداً وألوف الجرحى فإن المؤكد ورغم هذا كله أن هناك تحضيرات وإستعدادات لجولة جديدة وحيث يتحدث البعض عن أنه سيتم اللجوء إلى السلاح هذه المرة.

وهنا فإنه غير مستبعد أن يلجأ علي خامنئي ومعه جنرالاته، الذين جرى تمريغ أنوفهم في التراب في المرة السابقة، إلى ضربة جديدة على غرار ضربة "أرامكو" السابقة ليجبر الشعب الإيراني وقواه المعارضة والثائرة على "التوقف" عن إستهداف نظام الملالي بحجة أن إيران أصبحت في حالة حرب وأن أي إستنئناف لهذه الإنتفاضة الأخيرة سيكون بمثابة إسنادٍ لـ "العدو" وتآمر على الوطن!! وحقيقة أنَّ هذه الحجة بقيت تستخدم في مراحل سابقة ومن قبل حكام إستبداديين وأنظمة ديكتاتورية كثيرة كلها كهذا النظام الذي على رأسه "الولي الفقيه"!

ثم والمؤكد أن قوى المعارضة ومكوناتها القومية والسياسية من فٌرْسٍ وآذاريين وبلوش وعرب وأكراد.. وغيرهم باتت تعرف هذه الألاعيب التي كان يلعبها النظام الشاهنشاهي في مراحل وحالات سابقة والتي دأب على لعبها نظام الملالي منذ فبراير (شباط) عام&1979&وعلى نحو متواصل والتي من المؤكد أنه سيحاول لعبها الآن ليس لمرة واحدة وإنما لمرات متعددة وكثيرة وهنا فإنه يجب توقع أين ستكون ضربة خامنئي القادمة المرتقبة؟!