منذ أيام قلائل، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يجلس بجانب شاب آسيوي مقيم بأبوظبي خلال صلاة الجمعة بجامع الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية، كما تصدر وسم&الشيخ&#محمد_بن_زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، موقع التواصل الاجتماعي&"تويتر"، حيث عبر المغردون عن فخرهم وحبهم واعجابهم بتواضع سموه وأخلاقه الرفيعة.

وهذه الصورة التي تسلط الضوء على أحد ركائز ومقومات قوة اتحاد دولة الامارات في ذكرى التأسيس الثامنة والأربعين تمثل برهاناً جديداً على دور القيم والمبادئ التي غرسها القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أولاده وفي شعب الامارات جميعاً، حيث كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، نموذجاً وقدوة إنسانية عالمية في نبل الأخلاق والتواضع وإدراك دور هذه القيم والمبادئ في بناء الدول، حيث لا انفصال بين الشق المعنوي والجانب المادي في أي كيان سياسي.

الكثيرون يذكرون رد القائد المؤسس عندما قيل له&إن&80 %&من شعبك وافدين، فكان جوابه درساً في التحضر والنبل والأخوة الإنسانية حيث قال&"الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، واللي يجينا حياه الله"، هذا هو المعلم والأب والقائد، فماذا تنتظرون من شجرة وارفة الظلال طيبة الثمار؟

كانت هذه الكلمات المعبرة للقائد المؤسس تجسيد لإيمانه، طيب الله ثراه، بالعطاء الإنساني وبأن الامارات هي واحة للتسامح وأرض للخير والتعايش، فكان أن حصلت الدولة التي أسسها على شهادات الشعوب قبل المنظمات والقادة بأنها عاصمة الخير والعطاء الإنساني في العالم، بعدما وصلت الأيادي البيضاء للمساعدات الإنسانية والاغاثية إلى كل محتاج في العالم، شرقاً وغرباً.&وإذا كانت الامارات تمد يد المساعدة لمن يطلب ومن لا يطلب في أرجاء العالم كافة فكيف بها لا تحتضن من يقيم بين ظهرانيها باحثاً عن رزق حلال وعمل شريف يسهم من خلاله في إعالة أسرته وتأمين احتياجات عائلته، بموازاة اسهامه في عملية التنمية بالإمارات وأيضاً في بلده الأم من خلال ما يبعث من تحويلات مالية تمثل العمود الفقري للكثير من اقتصادات الدول الصديقة والشقيقة.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي نهل من قيم مدرسة زايد الخير، طيب الله ثراه، قد تشبع بكل هذا الخير والعطاء الذي ورثه عن الوالد المؤسس، ويمتلك رؤية إنسانية نبيلة تضع البشر في مكانة تليق بهم، حيث يلاحظ أي متخصص في الشأن الاماراتي تلاحق جهود سموه في مجال مأسسة العمل الإنساني والخيري، وأيضاً على صعيد ترسيخ التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.

إن صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تنطق بما في نفس سموه من احترام لكل جهد يسهم في بناء الامارات، وتنطق بكل الحب والاحترام والتقدير الذي تنظر به القيادة الرشيدة إلى بني البشر جميعاً، فالاحترام والتقدير هو عنوان هذه النظرة الإنسانية الأبوية الحانية التي ينظر بها سموه إلى كل مقيم على أرض دولة الامارات، فالامارات التي تحمل على عاتقها مسؤولية نشر الخير ونشر قيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية بين البشر جميعاً، تبذل كل جهد ممكن من أجل ترسيخ نموذجها وحث الآخرين على المضي ورائها في نبذ التطرف والتشدد والعنف وبناء حالة من التعايش الإنساني والحضاري، بما يٌحصن المجتمعات والشعوب ضد الإرهاب ويسهم في تركيز الجهود على هدف التطور والتقدم وتسخير &محصلة هذا التقدم في إسعاد البشر.

تبقى الامارات مع اقترابها ذكرى تأسيسها الثامنة والأربعين نموذجاً للدول، وتبقى قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، نموذجاً وقدوة في نمط القيادة ونهجها الفريد في نسج علاقات قوية مع مواطنيها والمقيمين على أرض بلادها.