المفترض أن نائب الرئيس الإيراني اسحق جهانغيري يعرف أسباب أن بلده إيران لم تمر بأوضاع إقتصادية أسوأ مما&تمر&به&الآن&منذ أربعين عاماً، أي منذ بدايات ثورة الخميني في عام&1979&، فأولاً كانت هناك حرب الثمانية أعوام&المكلفة&مع العراق التي هزمت فيها هزيمة منكرة ثم بعد&ذلك&كانت هناك كل هذه "التمددات الإحتلالية" في العديد من دول هذه المنطقة وكل هذه الجيوش الإيرانية التي باتت ترابط وتقاتل في هذه الدول وهي لا تزال ترابط وتقاتل&فيها&وهذا يشكل إستنزافاً مالياًّ هائلاً وعلى حساب لقمة عيش المواطن الإيراني الذي لا ناقة له ولا جملاً في هذه الحروب والتدخلات العبثية.

كان على "جهانغيري"،&مادام أنه يحتل هذا الموقع الذي هو ثاني موقع&رسمي في الدولة الإيرانية&وهذا على إعتبار أن خامنئي فوق الجميع، ألاّ يتساءل&عن أسباب إفلاس إيران إقتصادياًّ وعلى هذا النحو طالما أنه يعرف أن هناك تدخلاً إيرانياً، عسكريا وسياسيا.. مكلفاً معلناً وواضحاً في أربع&دول عربية هي العراق، الذي تحتله طهران إحتلالاً كاملاً، وسوريا التي لا يزال يصفها نظام بشار الأسد رسمياًّ بأنها:"القطر العربي&السوري" ولبنان الذي أصبح مختصراً بضاحيته الجنوبية حيث دولة حسن نصر الله&وأيضاً&و"يمن الحوثيين" وكل&هذا غير التدخلات السافرة في شؤون بعض الدول الخليجية&وفي شؤون العديد من الدول العربية الآسيوية والإفريقية.&

إن المفترض أن النائب الأول للرئيس الإيراني يعرف هذا كله وأنه يعرف&أيضاً أن كل هذه الحروب المكلفة جداًّ سببها النزعات التوسعية لـ "الولي الفقيه"&علي خامنئي الذي مع أنه "آذاري" إلا أن&أوهام إستعادة ما يسمى :"أمجاد فارس" القديمة&تسيطر عليه&ويقيناً أن&هذه هي أسباب أن إيران هذه الدولة التي من المفترض أنها دولة مقتدرة غنية تمر بهذه الأوضاع الإقتصادية المتردية التي&لم&تمر بها منذ أربعين عاماً أي منذ ثورة عام&1979&.

وعليه فإنه على جهانغيري أنْ لا يردد كل هذه التساؤلات طالما أنه النائب الأول لرئيس إيران حسن روحاني والمفترض أنه أحد الذين يشاركون في&رسم وتنفيذ&كل هذه السياسات الحمقاء وكل هذه الحروب التي تخوضها إيران في العديد من دول هذه المنطقة القريبة والبعيدة وهي حروب مكلفة جداًّ ماليا وبشرياً والمؤكد أنه إن&لم يكن هناك وضع حدٍّ لها فإن الإنهيار الكامل&وقريباً&سيكون مصير هذه الدولة التي باتت&الأوهام&تصل&بالذين يتربعون الآن على عرشها بأنها ستعيد أمجاد فارس القديمة.

إنه على النائب الأول للرئيس الإيراني أن يتحلى بشجاعة فعلية وأن يطالب خامنئي قبل روحاني بالكف النهائي عن كل هذا الإستنزاف العبثي للمقدرات الإيرانية وعلى حساب لقمة عيش أبناء الشعب الإيراني فهذه الحروب والتدخلات الخارجية هي سبب أن إيران لم تمر بهذه الظروف الإقتصادية السيئة منذ أربعين عاماً&والمؤكد&أن هذا البلد سيكون إنهياره قريباً إن لم يتم وضع حدٍّ لكل&التدخلات&والحروبالخارجية وأنه سيتحول وقريباً إلى عدد من الدويلات والكيانات المتنازعة&وهذه تجارب&التاريخ&متوفرة إذا كان خامنئي وروحاني وأيضاً جهانغيري يريدون الإطلاع عليها.