جعل الله الخليقة شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتحابوا ويكرموا بعضهم بعضا ويتبادلوا الخير فيما بينهم ويمارسوا التجارة&ويتلاقحوا&فكريا وحضاريا ليفهم احدهم&الآخر&وليضيفوا ما في ثقافتهم بعض الملامح المناسبة في ثقافات&الأقوامالأخرى&بما في ذلك معتقداتها الدينية،&كل ذلك من اجل تحسين نمط الحياة وترقية العيش&وتهذيب النفس&لما هو أكثر ترتيبا&ونهوضاً راقياً&.

فهذه&الأرض&المعمورة&التي نعيش على أديمها&توسع&الأديان&كلها ؛ سماوية كانت&ام&أرضية&ولم تضق يوما ما بعقيدة معينة&وانما&ضاق عقل وصدر&الإنسان&بسبب المطامع المادية والنفسية وإشباع الذات النهمة&.

قد يكون الدين حقاً عندك&لكنه في عيون وعقول الغير يقصر عن الوصول&الى&الحقائق والقناعات&وفق وجهات نظر المغايرين&.

كما&ان&العقائد&والأطر الفقهية وما جاء&بها&أهل الفتوى&لاتقوى ولا تُحمى ولا&ترسخ&بالسيف ويمكن&ان&تضعفها فكرة عقلية&راحجة&ومقنعة&مدعمة بالبراهين العقلية&.

وليعلم الملأ الواسع&ان&الأديان&ليست خيولا للتسابق في مضمار السباقات وتعطى شارة النجاح والفوز لمن يصل&الىأكثر&العقول والنفوس عددا وكثرةً&، فالسباقات الناجحة&تثمروتنتج في مضمار العلم&والأدب&والفن والصناعة والزراعة والبحوث المؤدية&الى&تطوير ورقيّ النشاطات الاقتصادية&( صناعة وزراعة وتجارة وتطوير المهارات الحرفية وتنشيط وتقوية اليد العاملة والعقلية الراجحة المفكّرة&المنتجة لبراءات الاختراع&)&،&يضاف&الى&ذلك تهذيب&الانسان&وتوسيع مدارك عقله وفتح صدره انشراحا ليحترم عقائد&الآخرين&وقناعاتهم الدينية وعدم التحرش بما يؤمن&الناس&والقضاء على النرجسية الدينية وإبدالها&بالتجاور المبني على التآلف والإخاء&؛&ولنبعدْ عن معجمنا كلمة&"&التسامح&"&السلطوية الفوقية.. فلسنا مع شريكنا في الوطن متسلطون كبارا نحكم على الآخرين ونصنّفهم في&تراتيبيات&صنعتها الطبقيات والأنا العليا&.

تلك إذاً فكرة التجاور التي تفوق في دلالاتها&قصديةالتسامح وكأنك تتفضّل عليه بالعفو والاستغفار&وممارسة طقوسه&باعتبارك أعلى منزلة من&صنوك&.

فالمعتقد الديني مهما كان شكله سماويا&ام&ارضيا،&قريبا منك&او&بعيدا عن فكرك هو طريق للوصول&الى&الله والاستكانة للخالق&وان تعددت مسالكه&، فليس من الجائز واللائق المساس بالقناعات&الإيمانية&طالما لا توجد حقائق مطلقة&؛&لذا عليك&ان&تحب الإنسان وان كنت لا تستسيغ آراءه وقناعاته الإيمانية&او&تعثرتَ&بكتل أصنامه وأوثانه &لأنها تمثّل الحقب التاريخية وفترات العهود والعصور التي مرّ ويمرّ&بها&الإنسان&&لقياس ترمومتر الحضارة في زمن ما&.

كوني عراقيا من منبت أوروك ومحتد وادي الرافدين ؛ أحببت&الإنسان&الذي نبتَ من جذر العراق وان لم أستسغْ&دينه السالف ومعتقده الأول&؛&فالتجمعات البشرية تصنع تاريخها الخاص&بها&وثقافتها وهويتها ولغتها القومية المشتركة وان تفرقت فيما بينها في الشأن العقائدي&فالجغرافيا تجمعنا قلبا واحدا وان تعرّج التاريخ ومالَ&يمنة ويسرةً واستهدى بعقائد وأديان وفدت&اليه&في مرحلة زمنية ما&.

فلتكن أرضنا أمّا&رؤوما&تحضن أبناءها مختلفي الأشكال في وجوههم وفي سلوكهم ومختلف طباعهم ومشاربهم&وقناعاتهم العقائدية&.

أقول هذا الكلام وأنا آمل من قرّاء صحيفة إيلاف الأعزاء&الاّيتنابزوا&بما في محتوى العقائد من آراء وانطباعات قد لا تسرّ الآخرين وتصل&الى&حدّ الشتيمة والتسفيه واستغلال الحرية التي أتاحتها هذه الصحيفة الالكترونية الراقية والتعفف عن الغمز واللمز&والثلم والشتم وآمل أن يلقى رجائي هذا حظوة لديكم مراعاةً لمشاعر من يختلف معنا كي نكون الأرقى والأنضج حوارا ونقاشا سليمين بلا مناكفات ومهاترات نحن في غنى عنها.&

وافر تقديرنا واعتزازنا لمن يسلم لسانه وقلمه وحروفه عن&قذع الكلام.