&&منذ اندلاع الحملة الاحتجاجية&الإصلاحية&في العراق&أوائل&أكتوبرالماضي،&والأحزاب&السياسية الحاكمة وخاصة الدينية&وبقايا القوى الشمولية ومخلفات التنظيمات&الإرهابية،&تبتكر&أنواعا&من&وسائل&الاختراق&أو&ركوب الموجة لتغييرها من الداخل&أو&احتوائها، وحينما فشلت في معظمها نزل القناص ليزرع الرعب والموت كي يتوقف&الآخرين، لكن&الأمور&لم تكتمل كما اشتهتها قيادات تلك&الأحزاب&أومسؤولي دوائر&أمنها، فاستمرت وتيرة التظاهر والاحتجاج بابتكارات جديدة لم تتعدَ&سلميتها بل ومدنيتها المتحضرة،&التي اعتمدت&أنواعامن الفنون&الإبداعية&كالرسم والغناء وحلقات الشعر وحملات التنظيف للشوارع&والأزقة&والأنفاق، مما ابهر&أولئك&الواقفين على الحياد ليتمضمهم&إلى&تلك الحملات الاحتجاجية الناعمة.

&&ورغم مئات من القتلى&وآلاف&من الجرحى&إلا&أنها&لم تنتج أي رد فعل للعنف المضاد، مما دفع&أولئك&الذين استهدفتهم الحملة الفراتية والجنوبية والبغدادية&إلى&تدوير ممارسة سابقة تعود&إلى&أكثر&من ربع قرن مضى، لاختراق واحدة من&أرقى&التظاهرات وهي&في&أروعصورها&وأجمل&لوحاتها التي امتزج فيها لون الدماء&مع دموع الثكالى&وألوان&تلك اللوحات التي زينت شوارع&وأنفاق&بغداد&تعبيرا عن رفض هذا النمط المتخلف من الحياة الذي فرضته&أحزاب&ظلامية شوهت&المبادئ&السامية&للأديان&والمذاهب وحولتها&إلى&دكاكين سياسية حق عليها القول.&

&&حينما وقع انقلاب شباط&1963&ضد الزعيم&عبد الكريم&قاسم وجمهوريته،&كان الزعيم في مقره بوزارة الدفاع، ورفض مغادرتها مما دفع المئات من مؤيديه&إلى&التجمع حول مبنى الوزارة&لإظهار&التأييد له والدفاع عنه،&ودارت معركة قاسية بينه وبين الانقلابيين الذين حاولوا&الاندساس بين&مؤيدي الزعيم، رافعين صوره&وذات الشعارات، حتى تمكنوا من اختراق صفوفهم واقتحام وزارة&الدفاع،&إلا&أن&الزعيم نجح في الخروج منها واللجوء&إلى&قاعة الشعب بعد انتهاء معركة وزارة الدفاع لصالح القطعات العسكرية المُحاصرة لها، ولكن تم اعتقاله في صبيحة التاسع من شباط واقتياده&إلى&مبنى&الإذاعة&والتلفزيونوإعدامه&هناك.

& واليوم&يبدو&إن&مقولة التاريخ يعيد نفسه، تعود بصيغة&أخرى&قالها&الكاتب الاورغواني ادواردو غاليانو:&

&&(التاريخ لا يقول وداعاً،&التاريخ يقول سأراكم لاحقا).

&&وفعلا فان&القوى المهيمنة على كرسي الحكم،&ومن ماثلهم في النهج الشمولي من بقايا النظام السابق ومخلفات التنظيمات الارهابية، وبعد&سقوط&حاجز الخوف واختراقه من قبل المنتفضين،&وانهيار&تلك القدسية المصنعة خصيصا لديمومة حكم الفاسدين المتخلفين، وتبخر&ما يسمى بهيبة الادعاء بحكم الله ووكلائه على&الأرض، تحاول تدوير ذات الممارسة&الانقلابية التي مارسها انقلابيو شباط 1963،&لوأد&الاحتجاجات&التي بدأت تنجز تغييرا اجتماعيا&أفقيا&وسياسيا عموديا، بشتى&الأساليب&لتشويهها&وإسقاطها.

& حقا&التاريخ&لا يغادرنا بل يلاحقنا&بمسميات جديدة؟

[email protected]