المفترض بعد كل هذه السنوات الطويلة، أي بعد ستة وسبعين عاماً، أن تكون هناك إعادة نظر جدية بهذه "المحاصصة الطائفية"&في لبنان&وبخاصة وأن هذا أصبح مطلباً شعبياً لغالبية اللبنانيين الذين كانوا قد بادروا إلى هذه&الإنتفاضة&العظيمة&التي إنصهرت&فيها طوائف لبنان كلها والتي كان ولا يزال&شعارها&المطلبي الرئيسي&هو وحدة اللبنانيين في إطار وطني واحد وإنهاء هذه الصيغة التي غدت بالية والبعض يقول و"معيبة"&أيضاً&بعدما إنقضى عقدان من الزمن من القرن الحادي والعشرين.&

ولعل&ما ثبت خلال تجربة أكثر من خمسة وسبعين عاماً أنَّ هذه "المحاصصة" لم تكن بين طوائف لبنان الدينية والمذهبية وإنما بين عائلات متنفذة في هذه الطوائف التي هي :الطائفة المارونية والطائفة السنية والطائفة الشيعية وبعض الفئات والمجموعات الملحقة بهذه الطوائف كـ "الأرذثوكس" المسيحيين وغيرهم.
والمعروف هو إن زعماء الطائفة المارونية قد بقوا يتناوبون على رئاسة الدولة اللبنانية من أول رئيس الذي هو بشاره الخوري وحتى هذا الرئيس الذي هو ميشيل عون وهذا ينطبق على رئاسة الوزراء بالنسبة للطائفة السنية وعلى رئاسة البرلمان بالنسبة للطائفة الشيعية وبالنسبة لوزارة الدفاع بالنسبة للطائفة الدرزية وحيث بقي "المير" مجيد أرسلان في هذا الموقع&الهام&لسنوات طويلة وإلى حين وفاته رحمه الله.&

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه&خلال هذه الفترة الطويلة قد حصلت متغيرات في موازين القوى العائلية في كل&طائفة من هذه الطوائف الرئيسية وهذا&كان له تأثيره&إن بالنسبة لرئاسة الدولة وإن بالنسبة لرئاسة الوزراء وأيضاً وإن&بالنسبة&لرئاسة مجلس النواب&وحيث أن المعروف&أن&معظم&هذه المتغيرات قد جرت سابقاً ولاحقاً وحتى الآن بسبب التدخلالت الخارجية الإقليمية&والدولية فالمرحلة الناصرية كان لها تأثيرها الفاعل&في هذا المجال&وهذا ينطبق&أيضاًعلى المراحل اللاحقة كلها وآخرها المرحلة&"الأسدية" وصولاً إلى المرحلة الإيرانيةوحيث أصبحت&القرارات الحاسمة تصدر من ضاحية بيروت الجنوبيةمن عند حسن نصرالله.&

والآن وقد أصبح الغاء المحاصصة الطائفية مطلباً شعبياً لبنانياً&ضاغطاً&تواصل التعبير عنه والإصرار عليه كل هذه الجموع التي دأبت على التلاقي في شوارع العاصمة بيروت وشوارع المدن&اللبنانية&الأخرى فإنه يجب التفكير جدياًّ في هذا المطلب إن ليس دفعة واحدة فعلى&مراحل متعاقبة فهذه الصيغة المتخلفة من المفترض أنها غدت بالية وأنه من العار والعيب أن تستمر وقد قطع لبنان عقدين من الزمن من القرن الحادي والعشرين&وأن الشعب اللبناني أصبح أحد شعوب العالم المتقدمة حضارياً وتعليمياًّ وفي كل المجالات.