احتضنت الرياض يوم الثلاثاء&الماضي القمة الخليجية رقم 40 والتي حضرها قادة&من&دول الخليج برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.&

كان واضحاً في هذه القمة، أن مهمة تحديد العدو في منطقة الخليج هي المهمة التي ينبغي على ضوئها تتوحد دول الخليج في خياراتها الاستراتيجية.&

وبالرغم مما مرت به المنطقة الخليجية من أحداث وتوترات إلا أن هذه القمة جاءت لتعزيز صحة المسار وتجديد الثقة بالبيت الخليجي و مجلس التعاون الخليجي الذي ظل بفضل الله ، رغم ما مر به ، من أفضل المجالس العربية في العمل المشترك.&

في هذا العام حدثت أحداثاً خطيرة هددت أمن الخليج واصبح واضحاً مصدر التهديد الذي لعب دوراً في محاولات جر المنطقة إلى حرب. ولهذا أتت هذه القمة لكي تضع النقاط في الحروف ولكي تعيد الاستجابة للتحديات الحقيقية التي تتهدد دول الخليج برمتها كمنظومة واحدة.&

لقد كانت القمة استعادة مهمة لروح العمل الجماعي، وذلك بالتئام الأعضاء الستة في دول المجلس.&

كما كان لتصريح صاخب السمو الأمير صباح الأحمد في التأكيد على ثقته برعاية الملك سلمان وقيادته لهذه القمة.&

كما جاء في البيان الختامي للقمة التأكيد على وحدة التعاون بين دول الخليج العربية مما يؤشر بوضوح إلى أن هناك مرحلة قادمة وجديدة انطلاقاً من الدورة الأربعين.

فهذا المجلس الذي سيظل كياناً متماسكاً ومترابطا ــ كما جاء في البيان الختامي ـــ هو الجسم الأكثر حيوية في مجال العمل العربي المشترك في إطار دول الخليج العربي.&

إن تعزيز آليات التعاون وتحقيق أقصى درجات الترابط وتفعيل الشراكات الاستراتيجية، سيكون هو الرهان الكبير الذي ستكشف عنه الأيام القادمة.&&

إن متطلبات المرحلة الراهنة لدول الخليج تفرض على مجلس التعاون الاستجابة لتحديات جديدة وخطيرة تمر بها منطقة الخليج اليوم.&

لقد بدا واضحاً اليوم أن هناك غايات ضرورية لابد أن تتحقق من خلال مدى زمني محدد كتحديد العام 2025 كسقف نهائي لتحقيق الوحدة الاقتصادية والمواطنة الخليجية الكاملة.&

وكما قال سمو &الشيخ صباح السلم، فإن القادم الذي يعد به قادة دول الخليج شعوبهم سيكون في مقبل الأيام . وأن الاجتماعات المقبلة ستكون أكثر وعداً بالخير لجميع دول الخليج وشعوبه.

إن إعلان الرياض 40 هو بمثابة رؤية واضحة للوحدة، وللتنسيق وللآفاق الواضحة التي ترسم لشعوب الخليج غداً مضيئاً ومستقبلاً واعداً من خلال ما تم اقراره في اللوائح والنظم المشتركة التي أشار إليها الإعلان.&

الجميع بات اليوم مدركاً بأن هناك ما يمكن أن يجعل دول الخليج أكثر قدرة بعد القمة 40 في الرياض على العمل المشترك، استجابةً للتحديات التي تفرضها المتغيرات في هذه المنطقة الاستراتيجية.&

لقد وضعت رؤية خادم الحرمين الشريفينالملك سلمان بن عبد العزيز&الأسس الحقيقية واللازمة لإطلاق المساعي المشتركة والجهود المتعددة في مجال الخدمات والشراكات والتعزيزات التي من شأنها أن &تجعل دول الخليج أكثر قدرة على مواجهة القضايا المشتركة، والاستعداد لكافة المتطلبات&التي يقتضيها&واجب العلاقات البينية، لاسيما وأن الوصول إلى استحقاق المواطنة الخليجية المشتركة في العام 2025 يقتضي عملاً دؤوباً وجهداً كبيراً لتحقيق ذلك الهدف الخليجي النبيل. إن قوة دول الخليج تكمن في قدرتها على أن تقف يداً واحدة أمام عدوها المشترك فهذا ما&سيضمن لها الاستمرار في مواجهة التحديات والقدرة على صناعة قرار استراتيجي خليجي واحد يؤكد للعالم أن طبيعة الوحدة الخليجية هي انعكاس&لوحدة شعوبها وطبيعة مجتمعاتها التي تتجانس هويتها وتتكامل في إطار تنوعها.&