يحسب للجزائر والشعب الجزائري إنه لم تسقط خلال الإنتفاضة الشعبية التي إستطالت لفترة طويلة ولا نقطة دمٍ واحدة مع أن الفكرة "المأخوذة" عن الجزائريّين أنهم دمويّون وإنهم خلال ثورتهم ضد "المستعمرين" الفرنسيين قدموا أكثر من مليون شهيد وأن الثوار كانوا قساة جدا مع "الجواسيس" والمتعاملين مع الأعداء المحتلين، وحقيقة أن هذه كانت مفاجأة خلال ثورة الشوارع التي تواصلت لفترة غير قصيرة.

وحتى بالنسبة لقائد أركان الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح الذي توفي يوم الإثنين الماضي فإن بعض المراهقين و"المتشيْطنين" سياسياًّ قد قالوا فيه "أكثر مما قاله مالك في الخمر" وأتهموه في البدايات بأنه متواطىء مع بوتفليقة وذهب البعض بأنّ هدفه كان السيطرة على السلطة وعلى غرار ما فعله "عسكريون" كثيرون عرباً وغير عرب وفي دول العالم الثالث بمعظمها..وهذا إن ليس كلها.

وثبت أنّ الجنرال أحمد قايد صالح كان بكل ما فعله يتحاشى إنقلاباً عسكرياًّ للمحيطين بالرئيس بوتفليقة الذي كان ولا يزال في حالة عجز كاملة وإنه لو كان هدفه هو هذا الهدف لفتح أبواب السجون ولرفع أعواد المشانق ولكانت إنتفاضة الجزائريّين مخضبّة بالدماء لكنه ما فعل ولم يفعل ذلك وبقي يتعامل مع الأمور بهدوء ورويّة وأيضا بـ "حنكة" وإلى أن مرّ كل شيء بسلام بدون إسالة ولا نقطة دم واحدة.. وهكذا فإنه قد إنتقل إلى جوار ربه شريفاً ونظيفاً.. وأيضاً شهيداً وجنّب بلد المليون ونصف المليون شهيد ما كان يترقبّه الأعداء.. و"الأصدقاء" الذين هم أكثر عداوة من الأعداء.

والآن فإن المفترض أن يدرك "المشاغبون" الذين تدربّوا على المناكفات والشغب في "الزواريب" والشوارع الفرنسية أنّ الجنرال&أحمد&قايد صالح هو إبن الثورة الجزائرية العظيمة وأن الذين قادوا هذه الإنتفاضة المباركة فعلاً هم أبناء وأحفاد الشهداء.. وبعضهم رفاق هؤلاء، وإنه على المُندسين.. والمشاغبين أن يدركوا هذا ويفهموه وأن عليهم أن يدركوا أن ما فعلوه وما يفعلونه لا يخدم إلا أعداء الجزائر والجزائريّين والمتربّصين بهذا البلد العظيم من الداخل والخارج!!.

إنه على هؤلاء بعدما ثبت أنّ كل ما كان قيل بحق الجنرال أحمد قايد صالح&كان&يستهدف أرواح الشهداء الأبرار أن يعودوا إلى ضمائرهم التي من المفترض أنها لا تزال&حية&وأن يشاركوا في مسيرة العطاء فالجزائر لا&تستحق إلا الخير والأجيال الصاعدة من حقها أن تشارك في بناء هذا البلد العظيم، وأن يكون لها دورها في مسيرة العطاء والمستقبل الواعد والزاهر.