المفترض أنه لا علاقة للعرب بهذه "المعمعة" الدموية بين إيران وأميركا لو أن جنرال الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لم يكن وبإستمرار يذرع هذه المنطقة العربية من اليمن في الجنوب وحتى ضاحية بيروت الجنوبية وبالطبع مروراً بالعراق وسوريا ولو أنه لم يشعل نيران الحرائق في هذا الجزء من الوطن العربي ويعلن وعلى رؤوس الأشهاد أن هذه الدول وغيرها ستتبع للولي الفقيه وأن أربعاً من عواصم العرب، بغداد ودمشق وبيروت، وأيضاً صنعاء، باتت تابعة لـ "طهران" تبعية سياسية وعسكرية!
إن المفترض أنه لا علاقة لنا بهذا الصراع الأميركي – الإيراني طالما أن الأميركيين في عهد جورج بوش الإبن هم من فتح حدود العراق للإيرانيين منذ ما بعد إسقاط نظام صدام حسين وعملياًّ وحتى هذه اللحظة وأنهم فعلياًّ هم من ألحق هذا البلد العربي بـ "العمامة الإيرانية" وبالتالي فإنهم بحجة مواجهة "داعش" قد بقوا يغضون النظر عن إنشاء كل هذه "التشكيلات" كـ "الحشد الشعبي" وحزب الله "النسخة العراقية" وغيرهما وذلك مع أنهم كانوا يعرفون أنها إمتدادات عسكرية تابعة تبعية مباشرة للجنرال قاسم سليماني وأنه هو الذي يديرها على أساس أنها ملحقة بـ "فيلق القدس" الذي لا علاقة له بهذه المدينة الفلسطينة المقدسة المحتلة.

لقد كان ظهور قاسم سليماني العسكري في بيروت ودمشق لا بل في سوريا كلها وبالطبع في بغداد والعراق بأسره وفي اليمن.. وربماأيضاً في عواصم عربية أخرى ملحقة إلحاقاً بالمنظومة الإيرانية تحدياًّ للعرب كلهم وهذا جعلنا وبكل صراحة وصدق لا نأسف ولا نحزن على ما جرى له في مطار بغداد في ساعة مبكرة من يوم الجمعة الماضي عندما كان عائداً من دمشق التي كانت "قلب العروبة" النابض قبل أن تُبتلى بهذا النظام الدموي الذي سلمها تسليماً للوصاية الإيرانية.

هناك مثل يردده أهل "بلاد الشام" ..ربما وغيرهم يقول :"بطِّيخ يُكسّر بعضه" فها هم الأميركيون، الذين فتحوا حدود العراق للإيرايين على مدى كل هذه السنوات يدفعون الآن ثمن ما فعلته أيديهم فهذا البلد العربي الذي بقي يتعرض لـ "تدفق" إيراني على مدى كل هذه السنوات الطويلة أصبح، وهذا يجب أن يقال ، محتلاًّ وبكل معنى الإحتلال من قبل إيران والمعروف أن الحاكم الفعلي في هذا البلد العربي غدا قاسم سليماني وأنَّ حتى ما مِنْ المفترض أنه رئيس الدولة العراقية لا قرار له وعلى الإطلاق لا بالنسبة للأمور الأساسية ولا حتى بالنسبة للأمور الثانوية.

ولذلك وقد حصل هذا الذي حصل ووصل الخلاف بين حلفاء الأمس، الذين كانوا قد إلتقوا في خندق واحد بحجة محاربة "داعش"، إلى حدِّ هذه المواجهة الدموية فإننا لا نملك إلاّ أن نقول:"اللهم لا شماتة" وإننا لا يمكن وعلى الإطلاق أن نحزن على قتل الأميركيين للجنرال قاسم سليماني الذي كان ظهوره "الطاؤوسي" في بغداد وفي دمشق وبيروت واليمن وغيرها تحدياًّ لكل من فيه ولو "ذرة" واحدة من العروبة.. وكأن هذا الظهور كان مقصوداً وعلى أساس أنه رداًّ على ذي قار والقادسية!