بات قرار أخراج القوات الاجنبية وتحديدا الامريكية ملهما للاغلبية الشيعية داخل مجلس النواب وعلى مستوى الشارع الوطني بغياب المكونين الكوردي والسني عن مشهد التصويت بإلغاء إتفاقية الإطار الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة المتعلق من بين 11 بندا قسم منها بحماية البلاد من اي إعتداء تواجهه.

الحراك السياسي والبرلماني " شيعيا " حثيث وفي الطرف الآخر يحاول المراوغة والتأجيل او الإلغاء بدواعي أنه غير وطني كون المكونات الأخرى لم تصوت عليه والآخذ برأي الاغلبية السياسية وفق تأكيد مسؤول العلاقات السياسية الخارجية لإقليم كردستان ريبوار بابكي ، في حين يجد الطرف السني أن الأهمية تكمن من وراء إنسحابه بدواعي خلفيات غابت عن المصوتين على القرار وهي ضرورة حماية المناطق الغربية من بطش جماعات بحسب وصف النائب أحمد الجربا خلال مداخلته في مجلس النواب وتأكيده على إيجاد آلية سياسية وامنية تضمن الحفاظ على الملف الامني مستقرا في المحافظات الغربية من البلاد التي تعرضت في العام 2014 الى سيطرة تنظيم داعش على مقدراتها ومواطنيها قبل إستعادتها من قبل القوات الامنية بمختلف تشكيلاتها الى جانب قوات التحالف التي كان لها الدور الكبير في العمليات المشتركة وتقديم الجهد الإستخباري وانقاذ تلك المحافظات المصنفة بالسنية .

حكومة تصريف الأعمال بدأت باتخاذ الاجراءات القانونية والخطوات الدبلوماسية ضد الإدارة الأميركية على خلفية الضربات الجوية فيالقائم ومطار بغداد ومقتل قيادات امنية بارزة في الحشد الشعبي، فيما وزارة الخارجية استدعت سفير الولايات المتحدة الأميركيّة لدى بغداد، ماثيو تولر، على خلفية الضربات الجوّية التي تعرَّضت له القطعات العراقيّة في القائم، وما أسفر عنها من سُقُوط ضحايا بينشهيد وجريح، وكذلك الضربة الجوّية التي استهدفت قيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى مع مرافقيهم في الاراضي العراقية، وعدت هذه العمليّات العسكرية غير المشروعة التي نفذتها الولايات المتحدة اعتداءً وعملاً مُداناً يتسبّب في تصعيد التوتر بالمنطقة.

نواب في البرلمان العراقي يتجهون الى إلغاء جميع البنود المتفق عليها بين الحكومة العراقية ونظيرتها الأميركية ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي والتي تتضمن الانسحاب الكامل لجميع القوات الموجودة على الأراضي العراقية في لحاظ أن الإتفاقية لم تشتمل على الدفاعية فقط بل هناك مواد تدخل في إطار التعاون الزراعي وتكنولوجيا المعلومات والقضاء

مطالبة النواب" الشيعة " كان من الأجدر بها ان توضح بشكل يميز بين إلغاء التعاون في إطار الإتفاق الستراتيجي مع واشنطن وبين التعاون مع التحالف الدولي الذي يقدم خدماته في مجال التدريب والإستشارة والسبق الأمني وتجهيز القوات الامنية الذي أعلن إثر ذلك إيقاف تعاونه مع الجانب العراقي ، وهنا نتساءل " هل ان القوات الامنية مستعدة للحلول محل قوات التحالف والردع الأمريكي للقوى الإرهابية والجماعات الخارجة عن القانون على مستوى مدرب ومجهز وتقني على غرار تنظيم داعش "، هل أن السادة النواب والقائد العام للقوات المسلحة متيقنون من أن الملف الامني سيستقر بعد خروج القوات الامنية من البلاد "، هل أن القوات الامنية والعسكرية مهياة للدفاع عن الحدود العراقية "، هل أقدم السادة النواب " لجنة الامن والدفاع النيابية " على إستضافة وزير الدفاع وتقديم خطة بديلة امنيا بعد إخراج او طرد القوات الامريكية وقوات التحالف الدولي من العراق "، لطمئنة الكرد والسنة من وجود قوة قادرة على مسك الارض في البلاد وردع التهديدات الداخلية والخارجية وسيكون الوضع افضل مماكان عليه .؟

ولنسلم جدلا بان القوات الامريكية والتحالف الدولي التي جاءت بدعوة من السياسيين العراقيين عام 2003 أبان سقوط النظام السابق حين طلبت بحمايتها من تنظيم القاعدة وعناصر عراقية أخرى ميليشيا مختلفة الإنتماءات الم يحدث ذلك فعليا.

ماهي البدائل؟

هل العراق بحاجة الى بناء علاقات ستراتيجية متينة مع محور الصين وروسيا وايران في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية، هل يجب على العراق تفعيل الاتفاقيات الموقعة مع الصين وفتح افاق التعاون مع روسيا وايران في جميع المجالات ، لاسيما بعد تصويت مجلس النواب على الغاء الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن ، هل الحكومة العراقية مطالبة اليوم بتبني علاقات ستراتيجية مع محورالصين وروسيا وإيران على كافة الأصعدة العسكرية والاقتصادية والتجارية ، وان الحكومة العراقية وتنفيذا لقرار البرلمان بخروج القوات الأجنبية ، عليها ان تسارع بوضع آلية لخروجها من العراق بأسرع وقت ممكن".

الجماعات التي تنتمي لإيران سياسيا في المشهد السياسي العراقي اعلنت موقفها بوضوح مما تمخض اخيرا بشأن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابومهدي المهندس التي وجدت في هذا الحدث الابرز خلال إستهدافهما بطائرة بدون طيار أمريكيا على طريق مطار بغداد الدولي سبة مهمة للإعلان جهارا بعدم رغبتها بتواجد القوات الأجنبية والامريكية تحديداعلى الارض العراقية الى جانب تهديد طهران بالرد على مقتل سليماني على القواعد الامريكية.

طهران، فجر الأربعاء، 8/1/2020 كانون الثاني نفذت ردها بشن هجومها الصاروخي "باليستيا " وارض ارض " على قاعدتين تتمركز فيهما قوات تابعة للجيش الأميركي وللتحالف الدولي في العراق، انتقاما لمقتل قائد الحرس الثوري الجنرال ، قاسم سليماني.

واستهدف القصف الصاروخي الذي انطلق من إيران قاعدة عين الأسد الجوية، التي تقع في محافظة الأنبار غربي البلاد وطال القصف أيضا قاعدة عسكرية في منطقة "حرير "بالقرب من مطار أربيل بإقليم كردستان ، حيث تتمركز أيضا قوات التحالف الدولي، ومن ضمنها قوات أميركية.

أخير.. يحسب للطيف الوطني الشيعي جسارته في النطق بحكم إخراج القوات الأجنبية والامريكية في مجلس النواب والتلويح بغلق السفارة الامريكية في العاصمة بغداد برغم فهمه مسبقا أن العراق بحاجة الىدعم ومساندة دولية لكن ماجرى من إعتداء على قياديين امنيين منسوبين للقوات العراقية وكبيرهم الشهيد (ابو مهدي المهندس) ورفاقه ،يؤكد حقيقة الموقف الشيعي الوطني مما تشكل من مواقف.