لا أبشع من أن يخاطب حسن نصر الله، أمير مؤمني ضاحية بيروت الجنوبية، "جماهيره الغفورة" في العراق، ولبنان وكل مكان وهو يرتجف ويصرخ بأعلى صوته: "أيها الحسينيون" وهذا تحريض طائفي ومذهبي غير جائز وهو في منتهى الخطورة وبخاصة في هذه الظروف التي إزدادت تعقيداً بعد مقتل قائد حراس الثورة الإيرانية قاسم سليماني الذي منحه رئيس "حماس" إسماعيل هنية، وهو يجهش بالبكاء لقب :"شهيد القدس"!
وبالطبع فإن حسن نصر الله بهذا التحريض الطائفي كله وإطلاق صيحات الثأر قد هدد بالإنتقام ليس من الأميركيين ولا من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ولكن من المسلمين (السنة) وهذا لا يمكن إلاّ إعتباره على أنه أم الكبائروأنه لا يجوز لإنسان يحتل هذه المكانة أنْ يرتكب مثل هذه الجريمة النكراء.. أي تحريض المسلمين على بعضهم بعضاً والعودة بهم إلى مرحلة سابقة باتت بعيدة وهي مرحلة إسماعيل الصفوي لا رحمه ولا بارك فيه!!.

إن الأخطر في صيحات وصرخات الإنتقام هذه التي أطلقها حسن نصر الله هو أن صداها قد تردد في كل مكان من لبنان الذي هو في حقيقة الأمر لوحة "فسيفسائية" طائفية ومذهبية وبالإضافة إلى المسلمين السنة والمسلمين الشيعة ..و"العلويين" هناك أيضاً المسيحيون الموارنة والمسيحيون الأرثوذكس وهناك كثيرون من الذين يسعون لإقحام هذا البلد، الذي يقع في هذه المنطقة الشديدة التوتر، في حروب دينية لا نهاية لها!!.

والمؤكد هنا هو أن حسن نصر الله وهو يطلق هذه الصرخات التحريضية يعرف أنّ هذا الجنرال الذي يبكيه بحرقة قد زرع العراق وسوريا ولبنان واليمن وهذه المنطقة كلها بـ "التوترات" المذهبية وإلاّ ما معنى أن تكون هناك كل هذه التشكيلات الطائفية في العراق كـ "الحشد الشعبي" وحزب الله "النسخة العراقية"وغيرهما ويكون هناك أكثر من ثلاثين تنظيماً طائفياً في سوريا وفي مقدمتها التنظيمات "العلوية" التي من الصعوبة بمكان معرفة عددها و"حصر" أسمائها!
ويقيناً أن المفترض أن يتصدى "معمموا" الطائفة الشيعية في لبنان، التي يقتضي قول الحقيقة التأكيد على أنها قد أعطت لبلاد الأرز وللتنظيمات القومية العربية وللمقاومة الفلسطينية أيضاً عدداً من المناضلين القوميين العظام، إلى كل هذا التحريض الطائفي الذي إن هو إستمر وبكل هذه الوتيرة فإنه سيقدم لإسرائيل ولأعداء هذه الأمة أكبر هدية بقوا ينتظرونها بفارغ الصبر منذ سنوات طويلة..حتى منذ ثورة الخميني في فبراير عام 1979 وحتى الآن.