هذا الشعار الذي رفعته تظاهرات مدينة السويداء السورية. بمواجهة تعميم الجوع في سورية. تعميم الجوع من قبل عصابة الاسد. بعد ان عمم القتل والتدمير والاعتقال والسرقة والتعفيش والنهب. يعمم الجوع الآن بعد ان ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة السورية، في الاشهر الاخير أكثر من 300% حيث تجاوز عتبة 1200 ليرة مقابل الدولار.
النظام الذي لا يفرق في النهاية بين معارض وموالي ومحايد!! في قتله ونهبه دفاعا عن سمته الاساسية وهي انه نظام فاشي طائفي. نظام الابادة فيه الجوهر التأسيسي الوحيد. بهذه الطريقة والممارسة الابادية يتعامل مع الشعب السوري.
كما كتب الروائي السوري الصديق علي عبد الله سعيد" السوري هو الذي ان لم يقتله النظام بالسلاح الطائفي او الروسي والايراني قتله بسلاح الجوع".
شعار" بدنا نعيش" الذي رفعه اهلنا في السويداء، يلامس جوهر الوضع الذي اوصلتنا له هذه العصابة الابادية. وهو حق العيش. لا نتحدث بداية عن حقوق سياسية او اجتماعية. بل حق عدم الموت جوعا لاطفالنا. هذا بالمعنى المباشر للشعار. لكنه يحمل في طياته الكثير من الدلالات.
اولها القول لهذه العصابة ارفعوا ايديكم عن ارزاقنا التي تنهبونها.
ثانيا العيش بوصفه يحفظ الحد الادنى لكرامة المواطن السوري. عدم ذله امام الجوع. الاهم ايضا ان هذه التظاهرات بهذا الشعار تقول لمجتمع الموالاة والصامت. اننا نطالب فقط بأبسط الحقوق" حق الخبز".
عندما يتفتق ذهن بثينة شعبان قبل ايام في مقابلة على قناة الميادين بأن" الاقتصاد السوري اقوى الان مما كان عليه ايام 2011 " أي قبل الثورة السورية. هذه التظاهرات هي ردا على هذه التخرصات الاسدية.
من جهة اخرى حتى لو تم المطالبة برفع عقوبات المجتمع الدولي عن هذا النظام. انما هي رسالة بأن المجتمع الدولي يتعامل مع سورية، بوصفها" سورية الاسد" كما كرسه الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما. وكما يحاول تكريسه الآن غالبية النخب الفاعلة في العالم الغربي. دون أن يمروا ولو مرور الكرام على معاناة شعبنا. تحت القتل والمجازر في ادلب. والجوع في المناطق التي يسيطر عليها الاسديون. رسالة تحمل في وضوحها انكم تريدون قتلنا إما باحتلالاتكم او بتجويعنا. دون ان تلامسوا جوهر المشكلة وهي هذا النظام الابادي الفاسد.
نعم بدنا نعيش ايضا تحمل رسالة سلام للعالم اجمع.
هذا لا يمنع من خروج بعض الاصوات، التي تحسب نفسها على" الثورة السورية" وتنتقد هذا الحراك التظاهري في السويداء بحجج شتى. أريد القول لهذه الاصوات: الثورة بصميمها هي التي تتحمل مسؤولية تضميد جراح مجتمعنا. هذا لو كنت ثوريا حقا!!
الثورة هي ان تقف مع أي نضال مطلبي حقوقي. حتى لو لم يطالب باسقاط الاسد. بل علينا دعمه قدر ما نستطيع. ليخرج اهل الشام واهل حلب واهل الساحل وريفه، من اجل شعار" بدنا نعيش" هذا. كما اورد بعضهم حجة اخرى: بأن العلويين لا يمكن ان يخرجوا، نظرا لطبيعة العصابة الاسدية، او لكثرة التعفيش والتشويل المنهوب من بيوت السوريين التي دمرت وهجر اصحابها. أي ان قسما كبيرا من ثروة السوريين بات مخزن في ريف الساحل او في دولة آل زايد او دولة بوتين. هذا كلام فيه من الحق، لكن كيف يمكننا التعامل معه؟ هذا برأيي السؤال الاهم. لان هذا النظام الابادي سيطال الجميع عاجلا ام آجلا. هذا من جهة ومن جهة أخرى، علينا ان نبقي باب الامل موجود في انتاج مظهر سوري احتجاجي على هذه العصابة يطال كل مناطق سورية، من السويداء حتى القامشلي التي تتمتع ربما بقدر اعلى من الحرية في ظل التواجد الامريكي رغم ما تعرض له بعض من اهلنا هناك جراء الاحتلالات التركية والقسديةوالاسدية. ليس فقط الامل بل العمل على ذلك. مظهر سوري افتتحه اهلنا بالسويداء، رغم ان الاسدية هددتهم بداعشكالعادة. رغم ما شاهدوه من افعال هذه العصابة الاجرامية مع شهداء الكرامة وغيرهم من اهل السويداء، رغم ما شاهدوه من مجازر واقتلاع الملايين من بيوتهم وتهجيرهمونهب ممتلكاتهم من بقية السوريين. هم خرجوا ويعرفون طبيعة هذه العصابة وهذه تكفي اهلنا بالسويداء لنردد معهم.
" بدنا نعيش".