لا "غرابة" في أن يصاب "العثماني" رجب طيب أردوغان برجفةٍ عصبية, ويلجأ إلى "شحْن" المزيد من الإرهابيين و"المرتزقة" وأيضاً شذاذ الآفاق إلى الجزء الليبي الذي يسيطر عليه فائز السراج, عندما تبادر مصر إلى التنقيب عن الغاز والنفط في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط وبمحاذات حدودها مع ليبيا فهذا يعتبره الرئيس التركي تحدياً له على إعتبار أنه وريث العثمانيين وأن "جماهيرية" القذافي السابقة كانت ولا تزال أملاكاً عثمانية!!.

وحقيقة أنه كان لا بد من أن يقوم الرئيس المصري بهذه الخطوة اللازمة والضرورية وليُفْهِم أردوغان الغارق في الأوهام الإمبراطورية "العثمانية", ليس حتى أذنيه وإنما لـ"شوشة" رأسه, بأنه تجاوز كل ما يمكن إحتماله وإن عليه أن يعرف أن ليبيا عربية وأن هذا الجزء من البحر الأبيض المتوسط بما فوقه وبما تحته عربي وأن دونه جزَّ الحلاقيم وأنه إذا كان لا بد من عمل عسكري فإن القوات المصرية المسلحة مستعدة وجاهزة.

وهنا فإن المفترض أن أردوغان، الذي أغلب الظن أنه كان تهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية، أن يدرك أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها مصر تستهدفه وتستهدف تطلعاته لإستعادة ما يعتبره أملاكاً "عثمانية" سابقة على إعتبار أنه سليل السلاطين العثمانيين وأنَّ الإرهابيين والمرتزقة الذين دأب على شحنهم إلى هذا البلد العربي سيكونون أول الهاربين بعد فائز السراج وميليشياته عندما يتناهى إلى أسماعهم هدير الدبابات المصرية و"زغاريد" طائرات سلاح الجو المقاتلة.

ولعل ما يمكن إستشفافه من هذا كله أنَّ معرفة أردوغان بالشؤون العسكرية رديئة جدَاً وأنه يلجأ إلى رفع راية "العثمانيين" إعتقاداً منه أنه سيخيف العرب الذين يرفضونه ويرفضون تطلعاته ويقيناً أنه لو قرأ ملفات الحرب العالمية الأولى لأدرك أن من أطلق على رأس الدولة العثمانية الرصاص هم العرب وأن ثورتهم الكبرى كانت الرَّد على تعليق أبطال هذه الأمة العظيمة على أعواد المشانق إن في دمشق وإن في بيروت.

ولهذا فإنه على أردوغان، الذي إذا كان يراهن على هؤلاء "المرتزقة", الذين واصل "شحنهم" إلى ليبيا, أن يدرك أن خوض الحرب وأي حرب ليس لا بالشعارات السياسية ولا بالإستعانة بتاريخ رديءٍ أصبح بعيداً بل بما كان فعله وأنجزه الجيش المصري العظيم في حرب "أكتوبر" عام 1973 والذي من المؤكد أنه سيفعلهُ مجدداً ومرة أخرى إذا ذهب هذا الذي يعتبر نفسه "عثمانياً" بعيداً في أوهامه وإذا إستمر في إستعراض عضلاته فحرب كهذه الحرب التي يستدرجها إستدراجاً لن تكون نزهة ومع العلم أنَّ الرئيس المصري, كقائد عاملقوات بلاده المسلحة, لا يريدها ولا يمكن أن يلجأ إليها إلاَّ دفاعاً عن كرامة مصر والشعب المصري وعن الحقوق المصرية... "والحرب أولها كلام"!!.