مُخطط خطير لمليشيات إيران لإجهاض الثورة العراقية:

لم يترك التغيرالدراماتيكي المفاجئ في المشهد السياسي العراقي، الناجم عن انسحاب أنصار التيارالصدري من ساحات التظاهر، آثارًا سلبيةً تتعلق بمصير متظاهري ساحات الاعتصام فحسب، بل تعدته إلى كشف علاقة الصدر بالسلطة المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة وولاءه المقدس لإيران وليس لوطنه . ( راجع خطاب مقتدى الصدر الذي وجه يوم الاحد المصادف 26 كانون الثاني 2020 للمتظاهرين وحذرهم من انحراف الثورة من قبل المندسين ـ حسب زعمه ,ورفضه إعلان العداء لكافة دول الجوار(في إشارة منه إلى إيران ) تحديدا.

نعم.. فمهما تذرع به الصدر، لأسباب دعائية، مما يخترعه، لكي يوهم به الآخر، من مساندة (زعم )أنه يقدمها لثوار ساحات الاعتصام والكرامة ، لكنه في أروقته الخاصة و تكاياه العقائدية و السياسية ظل ينظر بريبة، بل و في أغلب ألأحيان بعدائية سافرة، تجاه كل من يندد بالتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون العراقية , والا فكيف يا ترى، نفسر انسحاب التيار الصدري وخاصة في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به العراق والعراقيين من ساحات الاعتصام وعدم التدخل بتقرير مصير الثوار لا سلباً ولا ايجاباً وذالك إستجابة لتغريدة نشرها زعيمهم على تويتر عاتب فيها متظاهرين الذين شككوا بمواقفه الأخيرة , عندما دعا من مقر إقامته شبه الدائمة في إيران إلى (ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية) ضد أميركا , واعتبر الثوار في ساحات الاعتصام ان الدعوة التي تنطلق من طهران ضد واشنطن مسيسة ولا تصب في مصلحة القضية العراقية .

ومن الجدير بالذكر ان الرسالة التي وجهها مقتدى الصدر إلى المتظاهرين كانت بمثابة الضوء الاخضر للقوات العراقية والمليشيات غيرالمنضبطة التابعة للاحزاب الموالية للجارة السيئة إيران لإقتحام ساحات التظاهرومحاولة فض الاعتصامات بالقوة والتي انطلقت في الأول من أكتوبر العام الماضي, وسقط فيها ستمائة وسبعون شهيدًا وخمسة وعشرون ألف جريح لحد هذه اللحظة .

الضباع حين تتبرقع بقناع الاسود :

الأحزاب المتحكمة فعلياً في العراق ما بعد عام 2003 لحد الآن هي بؤرة الفساد السياسي والطائفية والمناطقية والبطالة واليأس والموت والتشرد والضياع , وعليه ان الثورة العراقية كلما ابتعدت عن احزاب السلطة وابتعدت عنها احزاب السلطة فانها ستكون انقى واقوى , لان الاحزاب العراقية اثبتت وبجدارة بانها بؤرة للفساد والإفساد في الدولة والمجتمع بعد استيلائهم على الحكم بعد سقةط الصنم .

فالوطن ليس بحاجة إلى حزب الله و قوات الصدمة والميليشيات السائبة التي تعمل من اجل إشعال نارالحرب الأهلية من اجل القضاء على الثورة التشرينية العراقية , الوطن بحاجة إلى دعم سياسي وطني خالص لا يتأثر بالاملاءات والتوجيهات والتدخلات الخارجية التي دمرت العراق ارضاً وشعباً.

استفزاز لا يحمد عقباه:

سقط عدد من الصواريخ مساء يوم الاحد المصادف 26 / 1 / 2020, داخل حرم السفارة الامريكية, وبدون اي شك سترد الولايات المتحدة سريعاً على قصف سفارتها, وعليه اقول ,ان الذين يستهدفون حرم السفارات الاجنبية في العراق لا يريدون إلا صبّ الوقود على النار , وإيذاء الشعب الثائر بمختلف طوائفه على نظام قائم على الفساد والاستبداد والمحاصصة المقيتة , اضافة الى ان القصف هو استفزاز لا يحمد عقباه.

لا لإخماد ثورة الشعب :

. ايّها الصدريون , لا تنساقوا وراء العواطف والشعارات الوهمية , لافرق بين امريكا وإيران, فكل طرف منهم يدعم طرف في الصراع العراقي من اجل إخماد ثورة الشعب.

لا وطن مع الاحتلال ولا سيادة مع احزاب الفساد , لا تتركوا أبناءكم في ساحات الاعتصامات تستفرد بهم العصابات السائبة باسم الدين والولاء المزيف.

العراق بحاجة للوطنيين الصادقين من امثال القيادي، وخطيب الكوفة السابق، الشيخ (أسعد الناصري) الذي خلع عمامته وانضم إلى جبهة الشعب، بعد أن وضعه الصدربين خيارين (ترك ثوار ذي قار أو خلع العمامة.

نعم , العراق بأمس الحاجة اليوم إلى سياسيين وقادة وطنيين مخلصين غير تابعين .