لا مكان لمرشح الأحزاب السياسية في الحكومة الجديدة:

ان تسمية وزيرالاتصالات العراقي الأسبق محمد توفيق علاوي رئيسا للحكومة الانتقالية في العراق هي تكملة لصفقة إخماد ثورة تشرين العراقية بمباركة الولايات المتحدة الامريكية والجارة السيئة إيران وبدعم واسناد من الاحزاب العراقية الموالية لها , فقبل ساعات من تكليف علاوي لمنصب رئيس الوزراء خلفا لـ(عادل عبد المهدي) الذي استقال في ديسمبر الماضي إثر احتجاجات شعبية عارمة, هاجم انصار مقتدى الصدر( اصحاب القبعات الزرقاء ) المحتجين في ساحة التحريروسيطروا بالقوة على بناية المطعم التركي (أيقونة الاحتجاجات في العراق) و قمعوا المتظاهرين السلميين الذين رفعوا في ساحة التحريرلافتات تحمل صوراً لعلاوي، مكتوب عليها (لا مكان لمرشح الأحزاب السياسية في الحكومة الجديدة )..

ساحة الحبوبي , منصة الاحرار وعاصمة الثورة :

بعد أقتحام المطعم التركي في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد من قبل انصار مقتدى الصدر , تحولت ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية إلى منصة الاحرار وعاصمة الثورة العراقية.

لقد أكد بيان يوم امس الصادر من إذاعة صوت الحبوبي في ساحة اعتصام الرئيسية في مدينة الناصرية والذي يمثل رأي كل ساحات التظاهر في العراق, رفض اختيار علاوي رئيساً للوزراء ,كما رفض أي حكومة يشكلها نفس الاشخاص والاحزاب والشخصيات والكتل لإعادة إنتاج نفس نوع السلطة القمعية والفاسدة والعدوة لمصالح أكثرية الناس من خلال نفس منظومة التحاصص الطائفية التي دمرت العراق أرضاً وشعباً.

ان مطاليب الثوارومعظمهم من الشباب واضحة وصريحة وهي (الإطاحة ) بالنخبة الحاكمة التي يرون أنها فاسدة وفاشلة وهي سبب معاناة العراقيين ,وعلاوي جزءا من النظام الفاسد , اضافة إلى انه مُجرب لاكثر من مرة وغير مقبول من قبل ساحات الاعتصام .

أخيراً:

لقد اضطر علاوي إلى الإستقالة من منصبه كوزير للاتصالات في 26 آب 2012 بسبب الصراع الحزبي الذى لم يستطع مقاومته , وتحديدا بعد مشاركته اجتماع اربيل واجتماع النجف لسحب الثقة عن حكومة المالكي , السؤال هو : كيف يقاوم علاوي ويصمد الان امام نفس الكتل والاحزاب والشخصيات الفاسدة والمتورطة بتدمير ونهب البلد وقتل الابرياء ؟ كيف يستطيع ان يتابع ملفات التحقيق في أحداث التظاهرات ومحاسبة المسؤولين عن العنف ضد المتظاهرين السلميين ومحاربة الفساد المتفشي وضمان حل اللجان الاقتصادية للفصائل السياسية وغيرها، وإحالة ملفات الفساد من دون تأخير إلى القضاء ؟ كيف يستطيع علاوي والذي لن يكون سوى نسخة من رئيس حكومة القناص المستقيل عادل عبدالمهدي ان يقف بوجة الميليشيات المسلحة والموالية للجارة السيئة (ايران سابقاً / أرجنتين حالياً )(1 )

ويبقى السؤال الاهم :

بما ان رئيس الجمهورية يجب أن يستجيب لإرادة الشعب , اسأل : لماذا لم يستجب الرئيس العراقي برهم صالح لإرادة الشعب ومطاليب الثوارويعتذرعن تكليفوزيرالاتصالات السابق محمد توفيق علاوي لتولي منصب رئيس الوزراء ويعلن إستعداده للاستقالة من منصبه لحرصه على (حقن الدماء وحماية السلم الأهلي) كما فعل مع أسعد عبد الأميرالعيداني مرشح كتلة البناء بزعامة هادي العامري)(2) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 )الأرجنتين مصطلح يُطلق سخرية على إيران بعد أن قال رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي في تصريحات سابقة : إن المخدرات التي تغزو العراق مصدرها الأرجنتين دون أن يتعرض للجارة الشرقية التي تغرق العراق بالمخدرات.