لا ترمب ولا بنيامين نتنياهو صادق في إدعائه بأن دافع "صفقة القرن" هو حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي فهما متورطان بتجاوزات و"إختلاسات" والبعض يقول و"سرقات" وأن "العدالة" إنْ في إسرائيل وإنْ في الولايات المتحدة باتت تطاردهما فكان لا بد من "إطلاق" هذه "الصفقة" للذهاب إلى الإنتخابات المقبلة في أميركا وفي إسرائيل تحت مظلة هذه المبادرة التي يعرف كلاهما ويعرف كل معنيّ بهذا الصراع المحتدم ومنذ سنوات طويلة في هذه المنطقة بأنه لا أمل بنجاحها ولو بالحدود الدنيا!!.
إنه معروف ومؤكد أن الفلسطينيين، ومعهم بالطبع بعض العرب، لا يمكن أن يقبلوا بهذه "الصفقة" وإنهم سيقاومونها وإن "صاحبيها" دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا يريدان منها إلاّ تجاوز "إستحقاق" الإنتخابات الأميركية والإسرائيلية المقبلة.. وإلاّ "التملص" من التهم التي غدت تلاحقهما والتي هناك إحتمالات غير مؤكدة بأنها ستضع أحدهما الذي هو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلف قضبان أحد السجون الإسرائيلية.

والواضح أن الأميركيين والإسرائيليين يعرفون هذا كله وإنَّ قوى المعارضة، إنْ في الولايات المتحدة وإنْ في إسرائيل، تقف لكل منهما بالمرصاد وهكذا فإنه إذا إستطاع ترمب ونتنياهو تمرير هذه "اللعبة" على بعض العرب فإنهم وبالتأكيد لن يستطيعوا تمريرها لا على الإسرائيلين ولا على الأميركيين وحقيقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الأقرب إلى السجن الذي ينتظره فـ "الدوائر" بدأت بالدوران حوله منذ فترة سابقة وبعيدة وأنه وحتى وإن تمكن من "التهرب" والهرب لفترة ليست طويلة فإنه في النهاية سيجد نفسه وراء قضبان أحد السجون الإسرائيلية.

إن المفترض أن يدرك بعض العرب هذه اللعبة وأن لا يذهبوا بعيداً في المراهنة على "صفقة القرن" هذه إذْ أنَّ همَّ ترمب الأول وأيضاً هم نتنياهو هو التهرب من إستحقاق بات يلاحق ويطارد كلاًّ منهما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديداً لا يمكن أن يستطيع "التملص" من هذه "التهم" الثابتة عليه وأنه مهما ناور وداور فإنه سيجد نفسه خلف قضبان أحد السجون الإسرائيلية ذات يوم قريب أو بعيد!!.

وعليه فإنه على بعض الذين بادروا إلى التعاطي، وإن عن بعد ومن خلال شاشات الفضائيات، مع "صفقة القرن" إن يأخذوا كل هذه الحقائق المشار إليها في إعتبارهم وأن يدركوا أنه لا يمكن تمرير هذه "الصفقة" على الفلسطينيين حتى وإن وصلت :"الدماء إلى الركب"،كما يقال، وإنه لا حلّ لهذه القضية إلاّ بإنسحاب إسرائيلي كامل وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967وعاصمتها القدس ..وغير هذا فإن الصراع والإقتتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيستمر وسيتواصل ولسنوات طويلة.