ا "التوطين" قادم والأردن لأهله فقط ولا وطن أبدي وسرمدي للفلسطينيين إلا فلسطين وهذا "هذيان" مدفوع ثمنه من قبل دولة الوليِّ الفقيه ومن "يدفعون" نيابة عنها والسلطة الوطنية عملياًّ هي الدولة الفلسطينية التي يروج البعض إلى التخلص منها وهؤلاء هم الذين يريدون "توطين" الفلسطينيين، الذي أجبروا على مغادرة وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، في الأردن الذي لا يمكن أن يكون بديلاً لفلسطين.. وأيضاً فإن إسرائيل الكبرى لن تكون إطلاقاً وأنه كما كان الفرنجة "الصليبيون" قد غادروا القدس بعد ثمانية وثمانين عاماً فإن اليهود أو الإسرائيليين لا فرق سيغادرون هذه البلاد هم بدورهم.. وإنّ غداً لناظره قريب.

ستبقى "صفقة القرن" لأصحابها والشعب الفلسطيني ينغرس في أرضه ووطنه من منه في الأرض المحتلة منذ عام 1948 وعددهم إقترب من المليون ونصف المليون ومن منه في القدس والضفة الغربية وفي قطاع غزة ولعلّ ما لا يعرفه "الناعقون"، كغربان الشؤم، أنه لا نزوح إطلاقاً من هذه المناطق الفلسطينية وأنّ هناك تجذراً فلسطينياً في الوطن الفلسطيني وإن على من يشك في هذا أن يزور رام الله وبير زيت ونابلس وجنين وقلقيلية وكل الأحياء والمدن التي تزنر المدينة المقدسة.

ثم ولقطع الشك باليقين وللرد على تخرصات المخرصين فإنه يجب التأكيد للمرة الثانية.. وللألف بأن الرئيس محمود عباس (أبومازن) الذي لو أنه أراد خيار العيش مبكراًّ وفضله على خيار "الثورة" و"الكفاح المسلح" لكان الآن، ليس في رام الله تحت ضغط الجيش الإسرائيلي والعصابات الصهيونية، وإنما في أحد القصور الفارهة والجميلة إن ليس في إحدى العواصم الغربية ففي إحدى العواصم العربية البعيدة عن فلسطين وهموم القضية الفلسطينية.

وهنا فإنه على الذين يستهدفون (أبومازن) وعلى هذا النحو ولحساب جهات معروفة أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع من يخاطبونهم وعن بعد وأن يقولوا ماذا قدموا هم لهذه القضية المقدسة غير المزايدات والكلام الفارغ وغير التنقل بين أولياء نعمتهم.. وصديق اليوم يصبح عدواًّ وعدو الأمس يصبح صديقاً.. و"التبخير" ثمنه من يدفع أكثر!!.
إن المفترض أن هذا الزمن هو زمن الحقائق وأن "الردح" المدفوع الثمن كان بضاعة مرحلة سابقة باتت بعيدة وأن هذا العصر هو عصر الحقائق والحقيقة أن من أمضوا حياتهم في "التكسب" في الديار والعواصم القريبة والبعيدة، وبخاصة من يعتبرون أنفسهم أصحاب قضية مقدسة، عليهم أن يدركوا أن هناك من يعرفهم معرفة قريبة وأكيدة وأنه لا يحق لهم أن يتطاولوا كل هذا "التطاول" على من كانوا مع إنطلاقة أول الرصاص وأول الثورة التي لولاها لكانت فلسطين مهملة.. لا ذكر لها إلا في الملفات المنسية.. وهكذا فإن هذه كلمة حق يجب أن تقال.