لأن "الإستحقاق" المتوقع، بعدما وُضعت "صفقة القرن" على طريق التنفيذ، والمفترض أن كل المعنيين يعرفون أن تنفيذها سيكون مكلفاً ليس بالنسبة للفلسطينيين، و"للسلطة الوطنية" الفلسطينية والمرابطين في هذا الممر الصعب والضيق في رام الله وإنما لهم هم أيضاً، فإنه لا بد من إستبدال كل هذه "البيادق" المهترئة التي بات إستمرارها ليس معيباً فقط بل ومكلفاً لأصحاب القرار الذين يريدون أتباعأً مطأطئي الرؤوس دائماً وأبداً وليس أصحاب مواقف هدفها خدمة وطنهم وشعبهم وأجياله الصاعدة.

هناك مثل يقول:"اللهم أجرني من أصدقائي أما أعدائي فإني كفيل بهم" ويقيناً أنّ أسوأ ما فعلته معظم أنظمتنا العربية هو إحتضان من اعتبرتهم أصدقاء وإبعاد من اعتبرتهم أعداء وأن القائمين على هذه الأنظمة لم يأخذوا بتلك الحكمة التاريخية القائلة: "إن خير الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر" ويقيناً أن ما رأيناه في الفترات الأخيرة، في دول عربية ليست قليلة ينطبق عليه كل هذا الذي يقال في هذا المجال وأن النتائج التي تجسدت والتي يعرفها أصحاب القرار لكنهم ينكرونها هي كل هذا الخراب والدمار وكل هذا المستقبل المظلم الذي لا يراه ولا يدركه إلا أعمى بصر وبصيرة أو من يخشى الإعتراف بما هو حقيقة.

كان على الذين "زنروا" أنفسهم بـ "المبخرين" ومطأطئي الرؤوس دائماً وأبداً أن يدركوا أن هؤلاء هم ألد أعدائهم وأن من ينحني لهم ينحني لغيرهم عندما تتغير المعادلات والمفترض أن من يصلون إلى مواقع المسؤولية، إما بـ "الوراثة" أو بالقوة المستندة إلى دعم خارجي، أن يقرأوا التاريخ جيداًّ وأن يفهموا ذلك المثل القائل :"صديقك من صدقك" وأن أشد الأعداء هم "المبخِّرون" وهم المنافقون وأن أصدق الأصدقاء هم الذين يقولون الحقائق كلها لأي "سلطان" عندما يشعرون أنه أصبح مستبداًّ!
نحن في الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، كان كبارنا في الأعمار والأقدار يصفون أي إعوجاج في مسيرة أصحاب القرار والمسؤولين، بأنه:"خراب جرش" ويقال أن هذه المدينة التاريخية الأردنية قد أصابها الخراب والدمار عندما باتت الكلمة المسموعة لدى ذوي الشأن هي كلمة المتكسبين والمنافقين وأن هذه المدينة الجميلة قد بات يضربها الخراب والإنهيار عندما إسْتُبعِدَ الصادقون والشجعان في قول الحقائق وجرى تقريب "أهل الشقاق والنفاق" والمكسبين والذين دأبوا على "هزّ أذنابهم" أمام أولياء"نعمهم" وأمورهم!

إنّ هناك قادماً "أعظم" تنتظره هذه المنطقة كلها وإنه على الذين وضعوا مقاليد أمورهم وأمور شعوبهم وبلدانهم في أيدي "المنافقين" و"الكذبة" و"هزازي الأذناب" أن يستعدوا ومنذ الآن لدفع أثمان ما فعلته أيديهم ..وهذا إن هُمْ لن يبادروا لإقصاء هؤلاء وإرسالهم إلى السجون والمعتقلات ووضع الشجعان الصادقين في الأماكن والمواقع التي كانوا قد أبعدوا عنها لأنهم كانوا شجعاناً في قول الحقائق وحتى وإن كانت موجعة لمن هم في مواقع المسؤولية العليا ولمن هم أصحاب القرارات الحاسمة.