انظر حولك .. الطبيعة سمتها التغير الالوان متعددة الفصول متغيرة الزروع تتنوع ، بل كل شيء متنوع تخيل انك تعيش فى عالم جامد غير متغير غير متجدد اكيد سوف تمل الحياة بل تمل العيش فيها وتكون الدقائق ساعات، هذا ان كان العالم جامد غير متغير.

بالطبع التغير والتنوع يعطى الحياة طعم وبهجة خاصة ففصول السنة تغير من شكل ولون الاشجار بل ان شهر الخريف يكاد يكون للعديين اجمل شهور السنة لتنوع الوان الاشجار مابين الاخضر والاصفر والاحمر ... انها الحياة.

تخيل انك تعيش على نوع واحد من الطعام اكيد ستمل ذلك النوع مهما كان جميل .. ولذلك لا عجب ان الله خالق الكل جعل العالم فى تغير فى حركة متغير فى فصول العام بل خلال اليوم نهار حار بارد..

فى مراحل الحياة طفل شاب رجل كهل .. كل عمر له مميزاته تخيل فى فصلك هناك شاب وشابة ابيض واسمر .. مسلم مسيحى يهودى بوذى لا دينى هذا هو التنوع ولكن الاهم هو قبول هذا التنوع تخيل لو انك رافض لهذا التنوع حتما ستعيش فى صدام مع مجتمعك مع عشيرتك مع اخوتك ..وستكون النتائج قاسية سوف تكفر غيرك سوف ترفضهم والنتيجة سيتحول العالم لك الى كابوس ويومك الى صدام دائم.

لذلك اكثر الشعوب تقدما هلى التى تقبل وتنمى هذا التنوع واكثر الشعوب تعاسة وانغلاق من يعيش فى مجتمع جامد غير متغير غير متنوع مثل هذه المتمع تجده يعيش فى تناحر بين ابنائه.

وانطلاقا من ان التنوع سمة من سمات الحياة تامل انك خريج احدى الجامعات التى لا تقبل الاخر فى الجنس او الديانة .. ستجد انك تقلل من الجنس الاخر بل تجد اللذة فى التنكيل به معبرا نفسك انك القمة والجنس الاخر اقل شانان وقيمة .. بل ستتعامل مع من حولك من عشيرتك واهلك بنفس المنطق.

واما المخالف لك فى الدين فهو لك كافر يستحل دمه وعرضة وشرفه ايضا لانك نشات وتعلمت انسانا احادى النظرة بل طول مراحل دراستك تعيش على وهم انك الافضل والاحسن والاقيم بل انك الاعظم.

للاسف فى مصر يتخرج مئات الالاف من جامعات لاتعرف الاخر فى الجنس او الدين بل يتغذى على فكرة انه الاقيم والافضل والنتيجة كارثية على المجتمع ككل لانه يخرج بشر جامدين لم يعرفوا التنوع ولا يقبلوا الاخر بل يحاربونه بكل ما اتوا من قوة والطامة الكبرى حينما يعين هولاء احادى النظرة فى النيابة والقضاء لك ان تتخيل كم الظلم الفج الذى يعانى منه الاخر بل الطامة الكبرى حينما يملك سلطة فى مجال الامن سوف يكرس كل مهودة للتنكيل بالاخر ودهسة تحت الاقدام من منطق دينى ومن منطق تربوي وتعليمى تربي عليه.

ان نجاح اى دولة فى العالم ليس فى اعطاء فئة من مواطنيها مزايا على حساب باقى المواطنين بل فى اعطاء كل المواطنين معاملة بالمثل فى الحقوق والواجبات وعلى الدولة اثبات لجميع رعاياها ان التعدد سمة من سمات التحضر والتقدم لذلك تجد اكثر الدول شقاء وارهابا هي الدول التى يقوم فيها التعليم باحضتان فئة باسم الدين لتيقلدوا مناصب رفيعة يكونون فوق القانون وفوق الجميع.

انها رسالة واضحة لتصبح بلادنا واحة للسلام والمحبة وارضا خصيبة للتنوع والازدهار اغلقوا الجامعات الدينية التى تخلق شابا احادى الهوية والجنسية والفكر والرؤيا.