ليس مهماً أن يسيطر الجيش السوري على "سراقب"، أو في الحقيقة يسيطر له الروس عليها، إنَّ المهم هو أن هناك أكثر من سبعة ملايين سوري باتوا خارج وطنهم وأنه قد تقطعت بمعظم هؤلاء السبل وأن من بقوا في سوريا من غير أبناء هذه "الطائفة" المعروفة لا يشعرون أنهم في وطنهم وأنهم ينامون وأيديهم على قلوبهم خشية من زوار "آخر الليل" الذين لا يفرقون بين الأطفال وآبائهم وأمهاتهم.

ما هو هذا الإنتصار الذي حققه مغاوير جيش كان عليه قبل تحرير "سراقب" من أهلها السوريين، بإسناد الجيش الذي كان "أحمراً" ذات يوم بات بعيداً، أن يتجه غرباً ويحرر القنيطرة عاصمة هضبة الجولان السورية التي كان إحتلها الغزاة الصهاينة بدون قتال وبعد إنسحاب "الجيش العربي السوري" منها بدون إطلاق حتى ولا رصاصة واحدة.

لقد أصبحت سوريا "القطر العربي السوري" معسكراً كبيراً لجيوش غريبة كثيرة ومتعددة فهناك جيش فلاديمير بوتين وجيش و"ميليشيات" الولي الفقيه في طهران وبالطبع وهناك "الجيش الأردوغاني العثماني" وجيش العدو الصهيوني وهناك الزمر والجماعات الإرهابية ومن بينها "داعش" التي كانت بدأت بإطلاق سراح نزلاء السجون السورية وإرسالهم إلى العراق لتبدأ الظاهرة الإرهابية التي لم يتم التخلص منها حتى الآن!!.

ما هو هذا الإنتصار الذي تحقق عندما لا يجد :"الجيش العربي السوري" .. صاحب الرسالة الخالدة في سراقب إلا الخراب والدمار وأكوام الأتربة والحجارة..؟! ألم ير المتابعون لهذا "الإنتصار" من غرف العمليات السرية في دمشق أهل هذه المدينة المنكوبة وهم يشعلون النيران في بقايا بيوتهم ومنازلهم قبل أن يغادروها في إتجاه العمق التركي وبلا رجعة وليلحقوا بالذين قد سبقوهم إلى عمليات الفرزالطائفي الذي هدفه أن تكون هناك:"سوريا المفيدة" التي تحدث عنها الذي لا يزال يرفع وعلى إستحياء شعار:"أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة".

والسؤال هنا، إذا كان هذا الذي جرى في "سراقب" يعتبر إنتصاراً لـ"الجيش العربي السوري"، فمتى سيتم يا ترى تحرير مناطق شرقي الفرات التي عاصمتها مدينة "دير الزور" ...ومتى سيتم تحرير القامشلي والحسكة والرقة وكوباني وأيضاً البوكمال على الحدود السورية– العراقية.. وأيضاً السويداء.. ودرعا في إتجاه الحدود مع الأردن ؟!!.. إن هذا ليس تحريراً طالما أن معظم حمص مهدمة وإنّ حلب عملياًّ بكل ما حولها من مدن وقرى لا تزال خارج السيطرة المركزية الفعلية.. وطالما أن "حميميم" قاعدة عسكرية روسية وأن اللاذقية باتت فعلياً قاعدة إيرانية وأن سفنا غريبة متعددة تحتل شواطىء المتوسط السورية؟!.