كل "الإنتصارات" التي حققها الروس والإيرانيون للنظام السوري على طريق حلب وإدلب سيثبت إنها إنتصارات وهمية وأن "القطر العربي السوري" لم يستجد فيه أي شيء فعلي وأن حتى مناطقه الجنوبية، حوران و(درعا) والسويداء، لا سيطرة لهذا النظام عليها لا في النهار ولا في الليل وأن هذا ينطبق على مناطق أخرى كثيرة ربما حتى من بينها العاصمة دمشق!

وبالطبع فإنه لو أن الأمور في هذا البلد العربي، الذي هو فعلاً وحقاًّ وحقيقة قلب العروبة النابض كما تصفها البيانات الرسمية التي يبثها إعلام النظام، لكانت الأولوية لتحرير هضبة الجولان التي كانت إحتلتها إسرائيل بدون إطلاق ولا طلقة واحدة في يونيو (حزيران) عام 1967 والتي غاب الحديث عنها نهائياً وكأن هناك إستسلاماً لإحتلالها من قبل :"العدو الصهيوني"؟!

إن مشكلة هذا النظام هي أنه قد سلّم أمره وأمر سوريا :"القطر العربي السوري" للروس الذين لم يعد الإيرانيون يشاركونهم في هذه الوصاية والمعروف أن تطلعات فلاديمير بوتين قد إنتقلت من آسيا العربية إلى إفريقيا وأنه بات يزاحم الأتراك "ومن لف لفهم" على السيطرة على ليبيا التي لا يزال بعض أتباع معمر القذافي يعتبرونها "جماهيريتهم" التي ستعود إليهم ذات يوم وإنْ كان غير قريب!

وهنا فإن ما تجدر الإشارة إليه هو أن هذا النظام البائس حقاًّ والذي يتبنى بالبيانات العسكرية الصاخبة إنتصارات الروس والإيرانيين.. وغيرهم في إدلب وعلى طريق حلب لا يعرف أن الشعب السوري العظيم يعرف حقائق الأمور كلها وأنه لا يخفى عليه أن فلاديمير بوتين هو الآمر الناهي في "القطر العربي السوري" وأن الذين يكتبون بلاغات دمشق العسكرية هم الضباط الروس وبلغة عربية منقحة وصحيحة.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه في النهاية أن هذا النظام يتجاهل أو لا يعرف أن الذين يعتبرهم أعداء سوريا هم الأحرص على هذا البلد العربي وعلى شعبه الذي أصبح مشرداً في أربع رياح الأرض وبالملايين وأنه هو ونظامه من شرده وليس العدو الصهيوني الذي ها هو يسرح ويمرح ليس في الجولان المحتل وحده وإنما في كل شبر من :"قلب العروبة النابض"!