كل عهدٍ جديد لابد أن يمتاز بسمات جديدة ومختلفة عمَّا قبله، ومن يتأمَّل في هذا العهد الجديد الذي نعيشه في ظل مولاي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان سيلاحظ أن السمة الأبرز له هي الانفتاح والحرية، حيث نجد أن الشعب السعودي قد اعتاد على الانفتاح النسبي وذاق الحرية بشكل أكبر وبصورة واضحة في هذا العهد الاستثنائي.

ولا يخفى على كل سعودي الجهود الجبَّارة التي بذلها ولي العهد والتي ترتَّب عليها تحجيم دور رجال الدين والذين كانوا يتدخَّلون في كل شيء بُدءً بتحريم الاحتفال بيوم الوطن ومروراً بمنع قيادة المرأة للسيارة بحُجَّة سد الذرائع وانتهاءً بإغلاق الأسواق والمحلات في وقت الصلاة. كانت السعودية في عهدهم أشبه ما يكون بالمقبرة، فلا حياة ولا احتفالات ولا أيَّة مظاهر للفرح.

لم نَعُد نشاهد أحد رجال الهيئة وهو يقوم بمضايقة النساء والتدخُّل في لباسهن وحجابهن في الأسواق، لم نَعُد نرى من يُسمَّون"دعاة" وهم يقومون بتكسير الآلات الموسيقية وسط تكبير الحضور، لم تَعُد لهم قابلية في المجتمع، المواطن السعودي سئم منهم. أمَّا ما يُعرف ب"هيئة كبار العلماء" فبلا شك لهم احترامهم وتقديرهم لدى ولاة الأمر ولدى الشعب السعودي، ولكن المقصود هو أنه تم تحديد مهامهم وتحجيم دورهم بشكل لا يظلمهم في طبيعة عملهم ولا يظلم المواطن أيضاً من خلال سلب حريته أو تقييدها باسم الدين.

فيما مضى كنا نسمع ونقرأ ونشاهد تكفير كل من يختلف معهم من المفكرين السعوديين"على سبيل المثال: تكفيرهم للدكتور تركي الحمد إلى الحد الذي جعل أحد هؤلاء العلماء يفتي بكفره ويطالب بإقامة حد الردة عليه بسب جملة أُنتُزِعت من سياقها وفُسِّرت بما يوافق أهواءهم!! وكذلك قذف أحد الخطباء للفنان ناصر القصبي على المنبر!".

كان الإنسان السعودي مخنوقاً بفتاويهم وسيطرتهم، إلى أن جاء المُخلِّص الأمير والقائد العظيم محمد بن سلمان، فعاد المجتمع السعودي إلى الإسلام الوسطي المعتدل بلا أي تحزبات أو تيارات، وتم اختفاء لغة التكفير وسادت لغة التسامح والتعايش وقبول الآخر في مجتمعنا وأصبح المواطن السعودي يسير على قاعدة"أنت حر مالم تضر" وأصبح شعار"الدين أو المذهب لله والوطن للجميع" متداولة ومقبولة في مجتمعنا بعد أن كانت بمثابة الكفر والإلحاد! وبهذا يصبح محمد بن سلمان ليس فقط رجل سياسة أو ليست فقط جهوده سياسية، وإنما هو كذلك رجل فكر وتنوير يعشق الحياة ويكره الإنغلاق بشتَّى صوره. ربما لم يشعر بقيمة محمد بن سلمان سوى المرأة السعودية التي عادت لها حقوقها وحريتها في أبهى صورة، إلا أننا جميعاً نتفق على أنه أعاد لنا الحياة وجعل بلادنا محط أنظار وإعجاب جميع الشعوب العربية التي باتت تحسدنا على نعمة محمد بن سلمان.

المقصود من هذا كله؛ أن الشعب السعودي ترسَّخ في وجدانه وعقله أن محمد بن سلمان هو الزعيم القادم، الشعب السعودي عَشِق محمد بن سلمان عشقاً لن يعشقه لأي زعيم آخر، ويمكن القول بأن محمد بن سلمان هو أتاتورك السعودية، فكما أن الأتراك حتى هذه اللحظة نجدهم يعشقون أتاتورك كزعيم استثنائي ويفاخرون به، فإننا كشعب سعودي نعشق محمد بن سلمان كزعيم استثنائي وسنظل نفاخر به أمام جميع الشعوب والدول.

إن من يتتبَّع مسيرة ولي العهد في كل المناصب التي تولَّاها، سيجد أنه لا يمارس العمل السياسي فقط، وإنما يضيف لقاموس السياسة مبادئ ومفاهيم جديدة، وكأنه يصنع ويُجسِّد مفهوماً جديداً ذو أبعاد عميقة في عالم السياسة وفنونها، وإن الواقع السياسي قد فرض أن يكون محمد بن سلمان هو رجل المرحلة نظراً لما يحمله من سمات وصفات ومواهب تُشكِّل بمجموعها مدرسةً متكاملةً لمن أراد أن يتعلَّم الأخلاق والسياسة في آنٍ واحد.

سيدي محمد بن سلمان، إن الشعب السعودي كله يهيم عشقاً بك، بل إن الوطن العربي بشعوبه وقومياته وأديانه ومذاهبه المختلفة، قد استبشر بقدومك، ويُعوِّل عليك الكثير، وسنظل ندعو لك في كل صلاة وفي كل سجدة: اللهم احفظه لنا وأطل في عمره وزده عزاً وتمكيناً.