على مر الاعوام ال40 لحکم النظام الديني المتزمت في طهران، واجه العديد من الازمات والمشاکل والاوضاع الصعبة وبشکل خاص الانتفاضات الاربعة العارمة التي قام بها الشعب وطالب الشعب الايراني خلالها بإسقاط النظام وردد شعارات بالموت للمرشد الاعلى الى جانب عدد لايستهان به من الکوارث الطبيعية التي أصابت إيران من زلازل وسيول وجفاف، لکن لم يظهر على النظام حالة من التخبط وعدم التوازن کما حصل مع إنتشار فايروس کورونا ولاسيما بعد أن باتت أصابع الاتهام تشير الى النظام وتتهمه بالتستر والتعتيم المتعمد على هذه الکارثة وعدم إتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة والمناسبة وبشکل خاص إهمال عزل مدينة قم التي کانت المدينة الاولى الموبوءة وکان بالامکان من خلال عزلها تحديد وتحجيم دائرة إنتشارها والانکى والاهم من ذلك إن أصابع الاتهام لايوجهها الشعب أو مجاهدي خلق بل إن مسٶولين في النظام صاروا يتهمون حکومة روحاني ذاتها!

النظام الايراني الذي خرج من الکثير من الجولات الحاسمة التي واجهته نافذا بجلده، يواجه أزمة کورونا وهو في حالة يرثى لها وهو يشبه الملاکم الذي خاض 14 جولة أمام خصم قوي وعنيد تلقى منه الكثير من اللکمات العنيفة التي غطت وجهه بالکدمات والشقوق والجروح الدامية ويبدو في حالة ترنح وهو يخوض الجولة ال15 بحيث لايمکن أن تجد من يراهن عليه وهو في هذه الحالة خصوصا وإن خصمه يبدو في حالة هجوم وإمطاره بوابل من اللکمات، إذ إننا لو قمنا بمقارنة أوضاع النظام من ختلف النواحي أثناء إنتفاضة عام 2009، وعلى الرغم من الخطورة التي شکلتها الانتفاضة لکن النظام لم يکن في حالة تخبط وتوتر وترنح وعدم توازن کما هو حاله الان في جولة فايروس کورونا الذي يبدو إن رجال الدين أرادوه کما أرادوا من حادثة إغتيال قاسم سليماني، عونا لکنه أصبح فرعونا عليهم.
المشکلة التي يمکن إعتبارها أم مشاکل ملالي إيران هي عدائهم وصراعهم المزمن والذي لايتمکنوا مع حسمه مع منظمة مجاهدي خلق والتي تتسلط على رٶوسهم کسيف ديموقليس، فهذه المنظمة تقف في کل مشکلة وکل أزمة أو وضع إستثنائي بوجههم وتلعب دورا مٶثرا يعترف به القادة الايرانيون أنفسهم في داخل وخارج إيران، إذ لولا مجاهدي خلق لما کانت لملفات حقوق الانسان في إيران والملف النووي وملف التدخلات في بلدان المنطقة وملف الفساد وغيرها مثل هذا الصدى والتأثير والتداعيات عليهم مع ملاحظة إنهم دائما في عجلة من أمرهم لإتهام المنظمة بکونها تتصيد في المياه العکرة وتستغل الظروف والاوضاع لتجعلها لصالحها، غير إن الدور غير العادي الذي تلعبه المنظمة على أثر إنتشار فايروس کورونا، سوف لن يکون کغيره من الادوار السابقة ولاسيما وإن المنظمة تمسك النظام من موضع الالم وتجلده بسوط الحقائق والادلة والمستمسکات من حيث تورطه في جعل الشعب الايراني يصل الى ماهو عليه الان إذ إن 160 مدينة تواجه الفايروس وإن عدد الوفيات وتبعا لما أعلنته مجاهدي خلق وتناقلته وسائل إعلام معتبرة وموثوقة بها قد تجاوز ال3650، فإن لذلك أکثر من معنى وإعتبار.
تستر وتعتيم النظام الايراني على تفشي فايروس کورونا في البلاد، خطأ کبير جدا من شأنه أن يرفع کل الاغطية التي يستر بها هذا النظام على الکثير من أسراره وأموره المختلفة والتي في کشفها وأخذها من يد النظام يعني کسر أو تحطيم لأحد أضلعه، وإن الرسالة رقم 22 التي وجهها زعيم المقاومة الايرانية السيد مسعود رجوي، الى الشعب الايراني، هي واحدة من الرسائل التي تسير بهذا السياق، وندرج أدناه النقاط ال14 التي تضمنتها حيث إن الشعب لو قام بذلك وهو أمر محتمل ووارد جدا ولاسيما في الظروف الحالية حيث النظام في أضعف حالاته والشعب الايراني في أعلى درجات غضبه وسخطه مع الاخذ بنظر الاعتبار إن هذا النظام قد ختم کل المصائب والويلات والمآسي التي جلبها على الشعب الايراني بهذا الوباء المميت وإن الايام القادمة قد تحمل في ثناياه أکثر من مفاجأة قاتلة للنظام خصوصا بعد أن صارت المواجهة بين النظام وبين الشعب مواجهة حياة أو موت وإننا نميل الى التصور بأنها قد تکون آخر الجولات التي يواجهها هذا النظام!
النقاط الاربعة عشر کما جاءت في الرسالة 22 لزعيم المقاومة الايرانية الموجهة للشعب الايراني هي:

1. ارفعوا صوت الاحتجاج في كل حي وحارة. إيران تصرخ. دعوا العالم يرى ويسمع. ليرى ويسمع أن الشعب الإيراني لا يريد كورونا ولا الملالي.

2. يجب انتزاع مستلزمات الرعاية الصحية والعلاجية من أيدي النظام وإتاحتها لأبناء الشعب.

3. يجب أن تكون مستشفيات قوات الحرس والمراكز الطبية لممثلي الولي الفقيه، والمجهزة بأحدث الإمكانات الطبية، مفتوحة على جميع المرضى وتصبح متاحة لوصول المواطنين إليها. جميع المعدات الكبيرة والصغيرة في هذه المراكز هي ملك للشعب الإيراني.

4. يجب على خامنئي أن ينفق 100 مليار دولار من رأس المال وأصول «لجنة تنفيذ أمر خميني» الملعون والثروة الهائلة المتراكمة في تعاونيات الحرس والباسيج وقوى الأمن الداخلي، ومؤسسة المستضعفين والأموال التي ينفقونها في العراق وريا واليمن وغزة ولبنان، مخصصة لصحة الشعب الإيراني ومعالجته.

5. يستطيع النظام، بنفس رأس المال وإمكانات الهلال الأحمر توفير المعدات واللوازم الطبية للمستشفيات ولجماهير الشعب من خلال الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي، دون أي قيود.

6. يجب إنفاق ميزانيات النظام النووية والصاروخية وإمكانات الهلال الأحمر، التي أنشأت مراكز متعددة في الشرق الأوسط وأفريقيا لتصدير الظلامية والإرهاب، على علاج مرضى كورونا والمرضى المحرومين.

7. يجب دفع رواتب الممرضين والممرضات والموظفين والطواقم الطبية في المستشفيات على الفور من ميزانية الحرس وأموالها الهائلة.

8. تمتلك «أستان قدس رضوي» (العتبة الرضوية) في خراسان، موقوفات هائلة، وأموالا ضخمة باسم ”الإمام الرضا“ يستحوذ عليها خامنئي، ويمكن استغلالها لدفع رواتب وأجور العمال والمدرسين والموظفين غير المدفوعة عشية حلول العام الإيراني الجديد وإنفاقها على متطلبات علاجهم الصحي. يجب إيقاف السياسة الجائرة واللاإنسانية المتمثلة في عدم دفع الرواتب للأعداد الكبيرة من العمال الذين تم تسريحهم أو إرسالهم في إجازة قسرية بسبب أزمة كورونا.

9. يجب رصد المخازن التابعة للحرس وقوى الأمن الداخلي والجيش وجميع الدوائر ومؤسسات الحكومة ونظام ولاية الفقيه والاستيلاء عليها ووضعها تحت تصرف الشعب.

10. مصادرة أموال الناس المنهوبة في مصارف قوات الحرس وحكومة ولاية الفقيه لصالح الشعب ووضعها في خدمته.

11. يجب إطلاق سراح السجناء، خاصة السجناء السياسيين. هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع انتشار كارثة كورونا في سجون النظام.

12. يجب طرد عناصر قوات الحرس والباسيج ومخابرات الملالي من المستشفيات والمراكز الطبية حتى لا يتدخلون في وظيفة الأطباء والممرضين والممرضات. يجب تلقين العناصر الذين يعطلون عمل الأطباء والممرضات درسا لا ينسونه.

13. يجب على المجالس الشعبية السيطرة على الخدمات والمرافق الصحية في كل حي وتلبية احتياجات أهاليها.

14. يجب دك مراكز النظام، خاصة الحرس، والباسيج ، ومحاكم النظام الرجعية، والحوزات الناشرة للجهل والجريمة التي لا تخضع لإرادة الشعب.