حتى بعد هذه الكارثة التي باتت تجتاح العالم كله وتفرض أن يكون هناك تعاونا بين شعوب الكرة الأرضية كلها حتى بما في ذلك الذين بينهم مشاكل عالقة لا بل وحروباً طاحنة فإنَّ الإسرائيليين، اليمين الإسرائيلي بالتحديد وعلى رأسه بنيامين نتنياهو، يرفضون أن يكونوا جزءاً من هذه المنطقة ويصرّون على أن يكونوا أعداءً للفلسطينيين والعرب وأن يخوضوا معركتهم مع "فيروس كورونا" وحدهم.

وكل هذا في حين أن المفترض أن تنسى دول وشعوب الكرة الأرضية خلافاتها وتؤجل على الأقل صراعاتها لمواجهة هذه الـ "جائحة" التي إذا كانت في عام 1918 قد حصدت أرواح خمسين مليوناً من بني البشر ومن أربع رياح الأرض فإنها إنْ لم يكن هناك تعاوناً كونياًّ وأصطفافاً موحداً بين كل سكان الكرة الأرضية و"بسرعة" فإنّ هذا العدد الآنف الذكر قد يصبح أكثر بألف مرة.

لقد حصد "كوفيد 19" بمنجله أكثر من ثلاثمائة إسرائيلي بين جريح أو مصاب وبين قتيل وهذا يجب أن يفرض على الإسرئيليين التعاون مع الفلسطينيين وأيضاً مع أهل هذه المنطقة العربية في كل شيء لكنَّ هذا لم يحدث إطلاقاً ولو بالحدود الدنيا وبقي بنيامين نتنياهو يتصرف وعلى أساس أنه وأنّ إسرائيل كلها في حماية الولايات المتحدة التي من الواضح أنها غير قادرة، حتى الآن، على حماية نفسها من هذا الوباء الذي بات يجتاح الكرة الأرضية كلها.

عندما كنا نقول للعالم كله إن إسرائيل جسمٌ غريبٌ على هذه المنطقة وعلى الشرق الأوسط كله فإن بعض دول الغرب وأيضاً بعض شعوبه يتهموننا بـ "العنصرية" و"الشوفينية" وكان ردنا أن المفترض أنّ الإسرائيليين، كما يقولون، "ساميّين" وأنهم ليسوا جالية أميركية ولا أوروبية وهكذا وبالتالي فإنهم إن هم تخلوا عن "عنصريتهم" فإنه بإمكانهم أن يكونوا جزءاً من هذه المنطقة وبخاصة الشرقيون منهم كالعراقيين واليمنيين وباقي الذين كانوا قد غُرر بهم وتم تهجيرهم من أوطانهم التاريخية إلى فلسطين.

لقد كان على "العقلاء" في إسرائيل أن يبادروا، ومنذ أن بدأ هذا "الهواء الأصفر" يضرب العالم كله ويهبّ بكل هذا العنف على هذه المنطقة وعلى فلسطين، إلى التلاقي مع الفلسطينيين ومع القيادة الفلسطينية تحديداً لخوض هذه المعركة المصيرية صفاًّ واحداً ولأن الغرب الذي كان قد خاض مع إسرائيل كل معاركها بات ينشغل بنفسه حتى بما فيه الولايات المتحدة.