ما يقال، وأنا لا أعرف الحقيقة على وجه الدقّة، أن هذه "الجائحة" الكونيّة قد أظهرت أنه لا توجد وحدة بين سكان الكرة الأرضية رغم وجود كل هذه الهيئات الدولية وأهمها الأمم المتحدة إذْ بمجرد هذا الهجوم الـ "كوروني" بادرت كل دولة إلى "تقليع" شوكها بيدها وهذا هو ما لجأت إليه الدول التي توصف بأنها عظمى وفي طليعتها الولايات المتحدة وبالطبع الصين والدول الأوروبية الرئيسية التي ثبت أنها كلها مجرد نمور من ورق.

وإنَّ ما يهمنا كعرب أن هذه المحنة أو الجائحة قد أثبتت أن "جامعتنا" لا تجمع أحداً وأن الـ"كوفيد19" قد استفرد بدولنا، دول الجامعة العربية، دولة بعد دولة وأن كل دولة من الدول قد بادرت إلى تحميل المسؤولية على "شقيقتها" بإظهار أنّ غالبية المصابين من دول شقيقة.

والمفترض أن "الكل" رأى كيف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبينما أن الولايات المتحدة من المفترض أنها حاضنة دول العالم كلها، قد حاول "إختلاس" علاج هذه الآفة الكونية من الدولة الألمانية وأنّه لم يبدِ أي حرص في هذا المجال إلاَ على مواطنيه الأميركيين وهذا بالطبع من حقه ومع الأخذ بعين الإعتبار أن هذه الكارثة من المفترض أنها قد وحدّت شعوب ودول العالم كله على إعتبار أن "كورونا" باتت تهدد بني البشر كلهم وكل سكان الكرة الأرضية بأسرها.

وكل هذا في حين أن هذا العدو المرعب لم يستثنِ من هجومه الكاسح حتى ولا دولة لا بل ولا قرية واحدة من أقصى مكان في شرقي الكرة الأرضية إلى أقصى نقطة في "غربيّها" وأنه بالنسبة للوطن العربي لم يستثنِ ولا دولة واحدة من دولنا العربية وأنّ كل محاولات "التملص" التي لجأ إليها "البعض" قد ثبت فشلها وأن هذا "الهواء الأصفر" لم يستثن أي أحد وحتى الذين في أبراج مشيدة.

وهكذا فإن هذا الإمتحان القاسي والصعب والمكلف يجب أن نتعلم منه بأنّ يداً واحدة لا تصفق وأنه ثبت أن كل حدودنا العربية بل وكل حدود العالم مفتوحة أمام هذا العدو المرعب حقا وأنه على سكان الكرة الأرضية أن يدركوا أن العالم كله قد أصبح أمام هذا العدو بحجم برتقالة صغيرة وهذا يتطلب آداءً كونياً وبالتالي عربياً غير هذا الآداء.