اثبت ازمة الكورونا سقوط النظام العالمي المبني على الاقتصاد الحر والعودة لمفهوم الدولة الضامنة
و المنظمة و الأمن الغذائي اليوم مسؤولية الجميع.
اذا استمرت الأزمة شهورا ستموت الناس من الجوع بالإضافة إلى المرض.

لا شك ان اكبر تحدي اليوم هو طبائع الشعب العربي الاجتماعية و الأزمة التي يقول العلم ان الحل الوحيد للوقاية منها هو عدم التواصل مع الناس،. و الخطورة في انتشار المرض انه ينتقل بمتوالية هندسية تتضاعف لتصيب الف شخص في يوم واحد مثل ما حدث في ايطاليا و اسبانيا.

لقد نجحت الصين في محاصرة الوباء نظرا لانظباطية الشعب الصيني و الدولة المركزية و فشلت ايطاليا حتى الآن نظرا للعلاقات الاجتماعية و حالة اللامبالاة و هي تقريبا متشابهة لكل المجتمعات العربية تقريبا.

لا شك اننا امام تغير دراماتيكي في العلاقات الاجتماعية في مجتمعاتنا الساكنة الي مجتمع المخاطرة و هو حالة انتربولوجية و اجتماعية جديدةً ستفرضها الجائحة كورونا و ما بعدها ليس مثل ما قبلها.

الوقاية هنا حل جذري بدل العلاج الذي لم يظهر بعد
و لكن الوقاية ليست سهلة فهي تلزم تغير أنماط حياة كانت سائدة لقرون مثل التجمعات الأسرية و الافراح و الماثم و الصلوات الجماعية و غيرها مما تعود عليها الإنسان العربي و أصبح من العيب كسرها و تغيرها و هي اليوم تتطلب جهد و وعي مجتمعي جديد و مقاربة استراتيجية يقودها الإعلام و قادة الراىء في المجتمع و الدولة بما فيهم شيوخ و علماء الدين و المثقفين حتي نصل إلى شاطيء النجاة و الأمان.