محزنٌ بالفعل أن يعلن لبنان، على ألسنة كبار المسؤولين فيه، أنّه فقد السيطرة على وباء الـ "كورونا" وأنَّ الأمور في هذا المجال قد تجاوزت حدود إمكانيات العلاج فهذا البلد من المفترض أنّه درةُ الأقطار العربية وأنّه متقدمٌ وطليعيٌ في هذا المجال وأنّ المفترض أنْ لا تصل الأوضاع فيه إلى ما وصلت إليه طالما أنّ هذا البلد فيه كفاءات طبية مشهودٌ لها ليس في الإطار العربي وفقط وإنّما على الصعيد العالمي وحتى في الدول المتقدمة والطليعية في هذا المجال.

والواضح على هذا الصعيد وفي هذا المجال أنّ هناك تجنباً لقول حقائق الأمور والحديث صراحة عن أنّ المشكلة في هذا المجال إنْ سابقا وإنْ الآن هي أنّ ضاحية بيروت الجنوبية باتت تتصرف سياسيا وفي المجالات كلها وحتى بالنسبة لهذه "البلوة" التي تجتاح العالم كله والكرة الأرضية بأسرها على أساس أنّها امتداد لدولة "الولي الفقيه" في إيران وأنّ القرار في هذا المجال هو قرار حسن نصر الله وليس لا قرار رئيس الجمهورية اللبنانية ولا رئيس الوزراء.

والمعروف إلّا لمنْ يضع يديه على عينيه حتى لا يرى الحقائق، أنّ مشكلة لبنان مع هذا الوباء "كوفيد 19" هي أنّ حسن نصر الله، الذي كان ولا يزال يتصرف في هذا البلد على أساس أنه الآمر الناهي وأنه وكيل علي خامئني وسابقاً، قبل فترة، ممثل جنرال الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي كان الحداد عليه في بيروت أكثر كثيرا من حداد "قم" و"مشهد" وهكذا فإن الطائرات الإيرانية وغيرها أخذت "تشحن" "العائدين" من إيران ومعهم فيروس "كورونا" وبعض "الإشقاء" الإيرانيين بدون حسيب ولا رقيب وحتى أصبح هذا البلد الجميل يغرق في هذا "الوباء" الذي بات يهدده ويهدد شعبه كما يهدد كل شعوب الكرة الأرضية.

ولعلّ ما بات مؤكداً أنّ إيران التي كانت تحولت باكراً، مثلها مثل الصين وكوريا الجنوبية، إلى بؤرة كبيرة لهذا الوباء القاتل قد بادرت إلى "تسييس" هذا الأمر واتهمت الولايات المتحدة بأنها وراء زرع هذه الآفة في بلادها وبالطبع فإنّ هذا غير صحيح على الإطلاق والدليل هو أنّ الأمريكيين يخوضون الآن مواجهة دامية مع هذه الآفة التي باتت تجتاح الكرة الأرضية بأسرها وأصبحت حتى نيويورك أسوأ حالا في هذا المجال ممّا كانت عليه بكين قبل فترة!

وهكذا فإنّ ما لا يمكن إنكاره هو أنّ إيران التي كانت بادرت منذ البدايات إلى تسييس "كوفيد 19" وأنّ "ميليشياتها" في العراق هي التي مرّرته إلى بغداد وباقي المناطق العراقية وهذا هو ما حصل أيضا في لبنان وما كان حصل قبل ذلك في "قم" وفي "مشهد" وحيث تصرف أصحاب القرار في طهران بطرق بدائية وطالبوا الإيرانيين بطلب "الإستشفاء" عند مرقد السيدة معصومة وعند مقام الإمام الرضا وكانت النتيجة كل هذه الويلات التي بات يكابدها الشعب الإيراني الذي لا يستحقُّ فعلا وحقيقة إلا الخير.