من ضمن التدابير الوقائية لمواجهة مرض العصر " كورونا " اللعين ، تلجأ معظم دول العالم الى فرض منع السفر بين البلدان وحتى ضمن الرقعة الجغرافية الواحدة للبلد . فإذا أردت السفر الى ألمانيا أو فرنسا أو أمريكا فإنك ممنوع من السفر . أولا ، لأنك تخاف من أن يصيبك المرض هناك . وثانيا ، تخاف السلطات هناك تخاف بدورها من أن تكون أنت حاملا للفيروس وتنقله معك اليهم . والسؤال الكبير هو :
طالما أنه ليس هناك بلد لم يضربه الفيروس والكل في الهوا سوا ، فما الفرق بين الفيروس الذي يصيبك وأنت جالس في بلدك ، مع ذاك الذي يضربك وأنت في باريس أو برلين أو واشنطن ؟؟!!

ثم ، إذا كان الفيروس متفشيا في ألمانيا وفرنسا وأمريكا فلماذا الخوف من أن ينقله مسافر معه الى هناك ؟. هل هناك أصناف متعددة من الفيروس ، أم هو فيروس واحد سواء كان هنا أو هناك ؟؟!! .
ثم ، ألا توجد في كل مطارات العالم أجهزة لفحص القادمين ، وخصوصا أجهزة فحص فيروس كورونا ، فلماذا يمنع السفر عن الأشخاص السالمين والخاليين من هذا الفيروس ، طالما لا يشكلون خطرا لتفشي الوباء ؟؟!! .

ثم ، الى متى تستمر هذه الإجراءات الاحترازية ، شهرا أو عاما ، أو عشر سنوات ؟؟!!.
في العادة هناك إجراءات تتخذ في كل مطارات العالم لتفتيش المسافرين وحقائبهم والتحقق من جوازاتهم ، وتستغرق هذه الإجراءات عادة لأكثر من ساعتين قبل التهيوء لصعود الطائرة ، وعليه يمكن إستغلال هذا الوقت لإجراء فحص طبي على القادمين الى المطار من قبل فرق طبية خاصة تنتدب الى المطارات ، فإذا ظهرت نتائج أي مسافر بأنه يحمل الفايروس فمن الممكن منعه من السفر والصعود الى الطائرة ..هذا إجراء بسيط لايكلف شيئا سوى انتداب فرق طبية في أقسام المطارات للتحقق من المسافرين .

العالم سيتدمر اذا إستمر الحال على هذا المنوال ، خصوصا وأن كورونا لايختلف عن بقية الأمراض الفيروسية ، ولايمكن أن نحرقه أو نبيده للتخلص منه ، فهو مثل كل الأمراض الفيروسية ستظل موجودة طوال الحياة البشرية مثل الأنفلونزا العادية ..و قد يقول قائل بأن سبب هذه الإجراءات هو عدم وجود علاجات لهذا المرض ، طيب ، هناك الكثير من الأمراض التي لايوجد لها الدواء ، فهل ستتوقف الحياة البشرية بسبب ذلك ؟؟!. ومع ذلك فإن نسبة الوفيات لايمكن مقارنتها بالأوبئة التي ضربت سابقا مناطق عديدة في العالم مثل الطاعون ، ففي زمن تفشي هذا الوباء لم يكن هناك أيضا لقاحات أو أدوية للمعالجة فكيف نجت البشرية منها ؟؟.

ان هذا العزل القسري سيدمر إقتصاديات العالم بشكل لايمكن تصوره ، وحياة الناس ستتعرض الى أخطار أكبر من تفشي هذا الفيروس اللعين ، فهناك الملايين من الناس تفقد وظائفها وهناك من يفقد حتى قوته اليومي ، فهل تستطيع الحكومات أن تؤمن الغذاء لمواطنيها في ظل هذا العزل وحظر التجوال ؟؟!!.
لقد تم تضخيم المخاوف العالمية من هذا الفيروس أكثر من اللازم ، وهو كغيره من الأمراض الموسمية لايحتاج الى كل هذا التضخيم الاعلامي ، يكفي أن تكون هناك مستشفيات خاصة لمعالجة الحالات الحرجة ، فبقية الحالات الاعتيادية لاتحتاج سوى الى عزل المصاب

نفسه في المنزل ، وليس عزل العالم كله ..
ندعو الله جل في علاه بأن يرأف بحالنا ، عليه نتوكل وبه نستعين ، وهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين .