ما كانت بعض الدول الغربية، وبالطبع على رأسها الولايات المتحدة، يعتقد أن هذه الـ "كورونا" ستصل إليه وإنْ هي وصلت إليه فإنها ستصل ضعيفة ومنهكة وأنّه طالما أنّ الصين قد "مَرّغت أنفها بالتراب" فإنّ الأوروبيين وبعد ذلك الأميركيين سيمرّغون أنفها بالتراب لكنّ ما حدث هو أنّ هذا البلاء قد إجتاح العالم بسرعة الضوء وأنّ "طاعون عمواس" الذي بقي أهل بلاد الشام يضربون بفتكه الأمثال حتى الآن وبعد كل هذه السنوات الطويلة يعتبر مزحةً صغيرة أمام هذا القاتل الغريب العجيب الذي أعطي إسماً يليق به هو: "كوفيد19 ".

كانت العيون كلها مسلّطة على الصين: "صين ماو تسي تونغ" ما غيره وإذْ ما هي إلاّ رمشة عينٍ حتى إجتاح هذا البلاء أوروبا كلّها وثبت أنّ "الحقّ على الطليان" الذين واجهوه "بشيخوخة" تشكّل أكثر من ثلثي مجتمعهم فسهّلوا عليه البطش بـ "كبارهم" وإلحاق شبابهم بمن إشتعلت رؤوسهم بنيران الشيب وهكذا إلى أنْ "طفحت المقابر" بالأجساد وإلى أنْ لم يعد هناك مكاناً حتى في الشوارع الجميلة التي طالما كانت ميادين يتبادل في أركانها المحبون القبلات.. وغيرها!

وبعد الصين البعيدة، التي قال عنها رسولنا العظيم صلوات الله عليه: "إطلبوا العلم ولو في الصين" هاجمت جيوش :"كورونا" البرتغال، وليس البرتقال، وإنتقلت منه إلى فرنسا "ويا حسرتاه" على "الشانزليزيه" وها هو العزيز "ماكرون" يتراكض يمنةً وشمالاً ويستعين بأحفاد جنود أجداده الذين جثموا على صدر الجزائر العظيمة "132" عاما.. ثم من باريس إنتقلت فظاعات أو قطعان: "كوفيد 19" إلى الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عن أملاكها الشمس وها هو بوريس جونسون يدبُّ الصوت عالياً ولا يجد من يرد عليه!!.

وبالطبع :"اللهم لا شماته" ..!! وحقيقة أنّ هذا البلاء الذي بات يحتل الكرة الأرضية بجيوشه السرية لم يترك مجالاً لأيٍ كان ليشمت بالآخرين وحيث أنّ دونالد ترمب الذي كان قبل أيام قليلة يقف على رؤوس أصابع قدميه لينظر بعيداً نحو الصين التي كانت قد إحتوت جيوش "كوفيد19" بأسرع ممّا كان يعتقد المتفرجون عن بعد الذين ما كانوا يعتقدون أنّ هذا البلاء الذي بلا لون ولا رائحة سيفاجئهم بإحتلال نيويورك التي تتحصّن وراء بحور الظلمات.

الآن بات هذا الـ "كوفيد19" اللعين يحتل الكرة الأرضية كلها بجيوش جرارة غير مرئية "تضرب ولا تهرب" وحتى أنّ ترمب، الذي كان ينفش ريشه كـ "طاووس" مراهق ويمدُّ لسانه في وجوه الصينيين والأوروبيين ومعهم العرب والعجم والأفارقة وكل سكان الكرة الأرضية، أصبح يتسلّح بتواضعٍ مصطنعٍ ويطلُّ يومياًّ على الأميركيين وسكان هذا الكوكب كلهم وعيناه مغرورقتان بدموعٍ حقيقيةٍ وفعليةٍ لا علاقة لها بدموعِ التماسيح .. ويا مسكين يا طاووس أمريكا العظيمة فعلاً!