ضرورة إطلاق منحة الطوارئ :
يمرّ إقليم كوردستان بحالة حرجة ومؤلمة في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية والضائقة المعيشية, حيث تزداد أحوال الفقراء والمحتاجين سوءاً يوماً بعد يوم وترتفع أصواتهم وتتزايد شكواهم وخاصة بعد تمديد حظر التجوال الشامل في إقليم كوردستان حتى الاول من نيسان المقبل بسبب تفشي فيروس كورون، ( ومن المتوقع تمديد الحظر ألى اشعار اخر,وخاصة بعد ان اعلنت حكومة إقليم كوردستان،يوم امس،السبت 28 اذار، عن تمديد عطلة الدوائروالمؤسسات الحكومة في الإقليم إلى الـ16 من شهر نيسان المقبل)، حيث بات، بالإضافة إلى الفقراء ومحدودي الدخل وذوي الاحتياجات الخاصة، آلاف العمال الذين يكتسبون قوت يومهم من الأعمال اليومية دون مصدردخل يؤمّن لهم الحدود الدنيا من احتياجاتهم واحتياجات عائلاتهم.

إن مسؤولية ضمان الظروف المعيشية والإنسانية اللائقة للمواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم في ظل جائحة فيروس كورونا تقع على عاتق حكومة الإقليم وذالك من خلال تقديم (منحة الطوارئ )لكل عائلة لا تستلم راتب لحين انتهاء أزمة انتشار فيروس كورونا.
السلة الغذائية غير كافية ولم تلبي احتياجات المواطنين من الغذاء الكافي :
بعد بحث ميداني دقيق واستفسارات معمقة اتضح لي ان مبادرة بعض (الجهات غير الحكومية والمنظمات الخيرية ) في تقديم (السلة الغذائية )للمتعففين، ليست كافية وخاصة ان اغلب هذه العوائل يعيشون في بيوت مستأجرة ومضطرين لدفع ايجارالبيت اضافة إلى دفع فاتورات الكهرباء والماء والمولدات الكهربائية الأهلية،علاوة على تكاليف العلاج وشراء الادوية والاحتياجات اليومية الضرورية.
مالعمل ؟ :
في ظل مايمرّ به الشعب من أزمة ضاغطة على كل الصعد، على حكومة الإقليم أن تقوم بخطوات عملية وجادة تلبي ولو جزءاً من مطاليب الفقراء والمتضررين والمحتاجين الحقيقيين من تبعات جائحة كورونا, لان مبادرة بعض (المنظمات الخيرية ) في تقديم (السلة الغذائية )للمتعففين (على الرغم من انها مبادرة تستحق الثناء والتقدير) إلا انها لا تلبي احتياجات المواطنين كما اسلفنا سابقاً.

وعليه يجب تشكيل لجنة فورية يترأسها وزيرالعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة إقليم كوردستان تقوم بتقديم منحة مالية إلى العائلات الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال (مخاتير المحلات وقوى الامن الداخلي) اضافة إلى اصدار قرار وزاري ( مؤقت ) لتأجيل دفع الرسوم والضرائب المتعلقة بالكهرباء والمياه و المولدات الكهربائية الأهلية والفواتير المستحقة الاخرى.

نعم.. من الضروري ان تسرع الحكومة في تنفيذ خطة الطوارئ لكل منطقة لتعويض الفقراء مادياً وفي مقدمتهم من يعملون باليومية ولا يتمتعون برواتب شهرية ثابتة،إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، لان الالتزام بالحجر الطوعي لن يكون قادراً على الصمود في وجه حاجة الأغلبية الساحقة من المواطنين إلى العمل لتأمين معيشتهم اليومية.

ليس من المعقول اطلاقاً ان تتبرع شركة (porn hop ) للأفلام الإباحية بجزء من إيراداتها للمستشفيات الإيطالية لمواجهة وباء كورونا من منطلق الانسانية، وأن تتبرعت عصابات المافيا في أيطاليا بالمليارات للحد من فيروس كورونا من منطلق الشعور بالمسؤولية, في حين لا تتبرع حكومتنا الرشيدة من الايرادات الهائلة التي تأتيها من المنافذ الحدودية( على سبيل المثال ) من منطلق المصلحة الوطنية والانسانية والشعور بالمسؤولية لانقاذ الفقراء واصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة والأسرع في إغاثتهم والوقوف معهم في محنتهم .

اختتم مقالي بوصية مهمة تدعو كل عاقل ومنصف فى الإقليم للتوقف امامها والعمل بمقتضاها, وصية قالها السلطان العثماني العاشر (سليمان القانوني ابن السلطان السليم الاول ) وهو على فراش الموت : ( إذا متُّ فأخرِجوا يديَّ من التابوت ليعلم الناس أنه حتى السلطان خرج منها فارغ اليدين ).

فيا أصحاب المليارات والأعمال التجارية الكبيرة، ويا رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ونائبه, ورئيس البرلمان ونائبيه، واعضاء البرلمان واﻟﻮزراء ووكلاء الوزارات وأصحاب الدرجات الخاصة والهيئات المستقلة ونوابهم، ويا رئيس أقليم كوردستان : ان الوقت ينفذ وهذه الازمة بحاجة إلى إستجابة شاملة وعاجلة لمطالب الفقراء والمحتاجين المشروعة لإنقاذهم من محنتهم التي طال إنتظارها...
وتذكروا جيداً بأن ( الأكفان لا جيوب لها).