بينما ننقر حروف هذا الطرح تنفجر فى وجوهنا الارقام المفزعة على الشاشات عمن اصيبوا وعمن ماتوا، وتتولى قنوات بعينها هذا البث المنسق عن متواليات عددية باضافة ارقام على ارقام وتضخيمها وكأن اضافة اعداد من ماتوا بالامس على أعداد من ماتو اليوم هو رقم مفيد احصائيا فى تقرير الحالة لكن المفيد هو مقارنه اعداد الامس باعداد اليوم وليس اضافة رقم الامس على رقم اليوم ، هذه مجرد ملاجظة ليست من خبير ولكن من متابع ، نقطة ثانية لا أحد يعلم لمن الحكم اليوم فقد أصبح السيد تودروس ( وأظنه أثيوبى ) المتحدث الرسمى باسم يوم القيامة.

وبملامحه البائسة (يبدو على وجهه أنه لم يبتسم أبدا )يعطيك انطباعا بأن العالم على حافة الهاوية وهو كذلك بالفعل ، لكن ليس بسبب فيروس سيبدأ دورته وتنتهى كما انتهت دورات حياه كل الفيروسات التى ظهرت قبلة وستظهر بعده ولا مانع من حصد أرواح أعداد من البشر لزوم حفظ التوازن البيئى ، وفى كل جائحة من هذا النوع تظل أعداد الضحايا متواضعة بالمقارنه بضحايا الحروب والنزاعات والابادات العرقية والطائفية وحوادث الطرق والسفن والطائرات وحتى كل الاوبئة التى حدثت من قبل ، أما هذا الهلع المصطنع (فى رأيي) فهو الذى يضع البشرية كلها على حافة الهاوية لاسباب سنوردها من وجهة نظر شخصية بحته ليست من خبير أو اختصاصى أو أكاديمى فى المجال لكن من متابع فى قلب المعمعة ينتابه احساس غامض لاأدعى أننى أعرف مصدره أو أسبابه لكن سوابق كثيرة لم تخذلنى فيها فطرتى فى الاستشعار عن بعد.

هذا الاحساس هو أن الكوكب كله يتعرض لمؤامرة غير مسبوقة من حيث الحشد والتنظيم ، وبالمناسبة يحضرنى هنا لقطات فيديو عرضت على استحياء وكتبت عنها مواقع كثيرة (منها ايلاف) عن مستشفيات ضخمة خاوية فى نيويورك بينما يصرخ حاكمها كل صباح مستجديا ولو سرير واحد ، مشهد آخر عن أطقم تمريض يتم تصويرهم مع مرضى أشبه بالدمى وليسوا أشخاص وبالطبع يتم بثه على انه لقطات حيه ، هذه مجرد ملاحظة عابرة لايجب أن نعول عليها كثيرا لكن مايجب أن نعول عليه أكثر فى تفسير هذا المشهد الدراماتيكى الغامض هو أن دولة مثل السويد لم تتخذ من الاجراءات الا أبسطها ولم تخلق حالة الهلع هذه بين مواطنيها ومع ذلك تسجل أقل عدد من الضحايا ،سبب آخر لا يقوله أحد أن هذا الفيروس وحده لايقتل لكن مع أمراض أخرى تزيد حدة مضاعفاته وخصوصا فى كبار السن بالمناسبة لا تنشر احصائيات منتظمة عن متوسط أعمار الضحايا، نقطة أخرى لم يحتف الاعلام بل شكك فىها خبر مهم وسار بكل المقاييس أن البؤرة المزعومة فى الصين التى تسببت فى كل هذا الهلع والفزع على الكوكب تعافت وبدأت العودة الى نشاطها المعتاد ومنذ ثلاثة أيام ونحن فى مساء الثلاثاء السابع من أبريل لم تسجل حالة اصابة واحدة ،النقطة الأهم أن رئيس أكبر دولة فى العالم وأقواها علما وتكنولوجيا يبدو بكل وضوح من أحاديثه وتعبيرات وجهه وصدامه مع حكام الولايات أنه غير مقتنع بما يحدث،

نقطة أخيرة فقد أعلن حكام ايران وهى ضحيه من أوائل الضحايا الأكثر تأثرا أعلنوا تخفيف اجراءات العزل والبدء فى استعادة نشاط الدولة وبالطبع لم يشر أحد للخبر باعتباره بارقة أمل كما لم يشر أحد الى احصائيات الوفيات بأمراض أخرى حتى يمكن تبرير حالة الفزع بهذه المتواليات العددية الخادعة والتى تصدرها هذه المنظمة والتى أعتقد أن نهايتها قد حانت ، فان اصابة مليون شخص من سبعة مليارات شخص بفيروس موسمى لا يشكل كارثة بكل المقاييس وان موت سبعين ألفا من هذا العدد مع احترامنا لكل حياه بشرية لهو تغرير وتهويل أنتج كارثة انسانية سيدفع العالم كله ثمنها باهظا.

فى نهاية هذا الطرح يساورنى شك فى سيناريو للعبة مخابراتية متعددة الاطراف والاغراض للتلاعب باقتصاديات دول بعينها وخسف اسعار النفط فى روسيا والسعودية وكبح جماح الصين واسقاط نظام الملالى لكن اللعبة ربما خرجت عن السيطرة . ملحوظة أخيرة ننوه بضرورة الالتزام بالاجراءات الاحترازية فان لم تنفع فهى لن تضر.