إنّه إنحطاط أخلاقي من الوزن الثقيل وأيضاً ودناءة أنْ يبادر البعض إلى التشفّي بمن يختلف معهم سياسياًّ عندما يصابون بوعكة صحية طارئة أو بـ "جائحة" خطيرة كهذه البلوى التي إسمها "كورونا" والتي أعطيت إسماً آخر هو :"كوفيد19" والتي إجتاحت العالم كله وأصابت مسؤولين كباراً يعيشون بين شعوبهم مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نسأل الله له الشفاء لأن وضعه خطيرٌ.

ليس سراًّ أنْ تصل "كورونا" إلى أي مسؤول يعيش وسط أبناء شعبه وذلك في حين أنه بإمكانه أن يعزل نفسه باكراً وأنْ ينتقل إلى قلعة متينة مغلقة الأبواب وبالطبع فإنه عندما يصاب كل هذا العدد الذي نقلته صحيفة تقول أنها عربية، وتحمل إسماً طاهراً مقدساً عن "زميلة" لها أجنبية، ويبدأ القائمون عليها بفرك أكفهم ببعضها بعضاً فرحاً وإبتهاجاً و: "يا عيب الشوم.. فهل هذه القيم العروبية"؟!.

عندما يصاب "150" مسؤولاً من كبار المسؤولين، من عائلة واحدة حاكمة بـ "جائحة" أصيب بها عشرات الألوف من أبناء شعبهم فإنّ هذا يشكل وسام شرفٍ لهم وإنّ هذا يعني أنهم لم يبادروا إلى الإختباء وراء الجدران العالية أو إلى الهروب بعيداً لأماكن تعتبر آمنة كغيرهم.. والأسماء معروفة وهم يعرفونها بالتأكيد أكثر من غيرهم!!.

لقد كان بإمكان قادة الجيوش الإسلامية؛ أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وضرار بن الأزور أن يبحثوا عن كهفٍ يأوون إليه ويتحصنوا وراء أبوابه عندما ضرب "طاعون عمواس" الشهير القدس وفلسطين التاريخية لكنهم بقوا فوق صهوات خيولهم وأنتقلوا بجيوشهم إلى غور الأردن على أساس أنه الأكثر دفئاً في فصل زمهريري ثم إنتقلوا إلى جوار ربهم، وحيث أنّ أضرحتهم موجودة الآن في الأرض الأردنية المقدسة وأنا من الذين زاروها مراراً وتكراراً وبخاصة في نهايات ستينات وبدايات سبعينات القرن الماضي عندما كان العمل الفدائي الفلسطيني في ذروته.

ما العيب في أنْ يصيب "كورونا" مائة وخمسين من أمراء عائلة عربية حاكمة؟؟..لا بل أليس يشكل هذا أوسمة شرف لهذه العائلة التي يعيش أبناؤها وسط شعبهم ليصيبهم ما يصيبه؟!..ثم وهل أن البريطانيين قد بادروا إلى "فرْك" أكفهم ببعضها فرحاً.. ونكاية لأن هذا الـ "فيروس" المفترس اللعين قد ضرب رئيس وزرائهم بوريس جونسون.. الذي نسأل العلي القدير له الشفاء..وهكذا وفي النهاية فإننا نقول لهؤلاء: "..عيب عليكم ..والله عيب"!!