لا يستحقُّ "الحوثيّون" أنْ يتم التعامل معهم، إنْ من قبل "التحالف العربي" وإنْ من قبل أي معنيٍ بهذا الشأن، إلّا على أساس أنهم أتباعٌ لإيران وأنهم أحد فروع جهاز "إطلاعات" الإيراني، والمعروف أنّ "دولة الولي الفقيه" قد اخترعتهم إختراعاً وأنها "كلَّفت" حزب الله اللبناني صاحب دويلة بيروت الجنوبية بالمهمة، حيث أعدّهم وأخرجهم من المذهب الزيديِّ الذي له، سابقاً ولاحقاً، كل الاحترام والتقدير وأدخلهم دائرة المخابرات الإيرانية ليصبحوا تلامذةً صغاراً تابعين لـ "قاسم سليماني" والآن لمن بعده من جنرالات التدخل في الشؤون العربية.

ولهذا فإنه يجب التعامل مع هؤلاء على هذا الأساس وعلى أنهم تابعون لجهاز "إطلاعات" الإيراني وأنهم ملحقون بضاحية بيروت الجنوبية وأنّ "إمامهم" السياسي هو حسن نصر الله وأنهم لا يمثلون ولو جزءاً من الشعب اليمني لا من بعيد ولا من قريب وأنّ صنعاء ذات التاريخ العربي المجيد محتلة ومثلها مثل القدس الشريف.

كانت دولة الولي الفقيه، وكما هو معروف، قد حاولت إنشاء هلال طائفي لا بل هلالاً إستخبارياً إيرانياً يبدأ طرفه الأول بصنعاء لا بل بـ"الحديدة" على البحر الأحمر وينتهي طرفه الثاني بلبنان بضاحية بيروت الجنوبية لكن الحريصين على عروبة هذه المنطقة والمُشهّرة سيوفهم دائماً وأبداً وسابقاً ولاحقاً لتبقى أرض العرب للعرب وليبقى هذا التراب المقدس عربياً قد تصدّوا لهذه المحاولة وأفشلوها وكما أفشلوا كل محاولات تحويل هوية الخليج العربي من عربية إلى إيرانية.

والآن وعلى هذا الأساس فإنه لم يكن متوقعاً أن يستجيب "الحوثيّون" لمبادرة "التحالف العربي" فالقرار في هذا المجال وفي المجالات كلها ليس قرارهم وإنما في أيدي "أسيادهم" في طهران، والمعروف أنّ هؤلاء يعرفون أنّ نهايتهم قد اقتربت ولذلك فإنهم باتوا يتمسكون بـ"حبال الهواء" كما يقال وأنهم يتّكئون للبقاء على "بؤرهم" الطائفية في العراق وبالطبع في سوريا وفي لبنان وعلى بؤرهم السياسية وأهمها بؤرة غزة "الحماسية"!!

وهكذا فإنه لا "فائدة" من المراهنة وأي مراهنة على فهم "أتباع" المتبوعين، وهم مثلهم مثل "دويلة" ضاحية بيروت الجنوبية ومثل كل هذه البؤر الطائفية في العراق وفي سوريا لا قرار لهم وأن القرار بأيدي "ورثة" قاسم سليماني إذْ أنّ حتى علي خامئني قد أصبح مجرد تابعٍ لمتبوع!