صدرت التعليمات لفريق التطبيل الالكتروني مع جولات وزير الصحة اللبنانية الميدانية، فبدأ التصفيق تحت شعار "هذه أفضل حكومة منذ ثلاثين سنة"! وكأنهم يلبسون الوزير حمد حسن دور "غراندايزر" المتحوّل فجأة لعملاق منقذ، فيغسلون بنشاطه المستجد وجه الظل الحاكم للحكومة، بعدما تكدست عليه الاتهامات بالتقصير عبر سيلٍ من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، في تصويبٍ مباشر على التقصير الحكومي الفادح بعدم اتخاذ إجراءات الوقاية في المطار، وغياب الرقابة الفعلية عن الوافدين من كل دول العالم الموبوءة!

رويداً...! أيها المصفقون من المتسلقين زيفا للثورة اللبنانية! هل تخليتم عن شعار "كلن يعني كلن"؟ هل أصبحت هذه الحكومة ملاكاً يحارب الفساد، وهل هي فعلاً أفضل حكومة منذ ثلاثين سنة؟! حسناً. بماذا تختلف عن سابقاتها؟ بسرعة إجراءاتها الوقائية؟ أم بسرعة إنجازاتها الإجتماعية؟ أم بفصائح توزيع المساعدات المسيّسة؟ أما بإقفالها للمعابر غير الشرعية البرية منها والبحرية والجوية؟ أم بوقفها لابتزاز الشعب في القطاعات الحيوية؟ أم بمعالجتها لغلاء الأسعار؟! وماذا عن انحيازها الفاضح في التشكيلات القضائية، والمحاصصة في التعيينات المالية؟!

هل تصفقون لعجزها في الإجراءات المصرفية وتقاعسها عن ضبط سعر الدولار والسوق السوداء المفتوحة؟ أم لإمعانها بالتغاضي عن الهدر بملف الكهرباء وبقطاع النفط الفاسد؟

ألم تلاحظوا التناقض بعملية تهريب العميل الفاخوري في ظل حكومة اللون الواحد؟ أم راقكم صدور قرار توقيفه الهزلي بعد وصوله للولايات المتحدة الأميركية؟!

وهل فاتكم أن هذه الحكومة محكومة من قادة البلد التابعين لزمرة الوصابة التي حكمت لبنان بالقبضة الحديدية طيلة عهد الوصاية؟ أم تعجبكم تصريحات نابشي القبور المظللين للتاريخ بهجومهم السادي على الحريرية السياسية لتعمية العيون وتحريف الأنظار عن واقع لبنان المقيت اقتصاديا بالتزامن مع ذكرى الحرب الأهلية؟

لحظة، فلنسلم جدلاً أن حسان دياب ووزرائه_ بمعظمهم_ من أصحاب الكف النظيف_أقله ظاهرياً. لكن من عينهم؟ ها هم يطلون على "الشعوب اللبنانية" بسخف تفرعاتهم المقززة، فيغدقونهم وعوداً يصفق لها المزيفون في ثورة المجتمع المدني ليفضحوا المستور بزيف نضالهم الذي صُوِّب فقط على شرفاء الوطن!

.واعجباه أين ذهب شعار محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة؟! وهل قدّمت هذه الحكومة_ بغضّ النظر عن هوية أشخاصها_ أعمالاً تثبت استقلاليتها عن السلطة المتحكمة منذ أربعة عقود؟!

ثم، ماذا عن إعلامنا الحرّ الذي بات موجّهاً لخدمة السلطة وتبييض صفحاتها بما تقدمه من خدمات للحزب الحاكم عبر تضخيم "واجبات الحكومة" على أنها "إنجازات" وسط تقصيرها الفادح في حماية لقمة عيش المواطن ووقف ابتزازه بسرقة مفضوحة لماله المودع بالمصارف!

ربما ينطبق على حكومتنا العتيدة المثل اللبناني القائل: "الزلمة لو فحمة وجوده رحمة"، فيصح القول أن وجودها أفضل من عدمه!

وربما يدفعنا المنطق لتقدير الجهود المبذولة_مؤخراً_ في القطاع الصحي على قاعدة لو أتى الخير متأخراً أفضل من عدمه.

وربما يستحق رئيس الحكومة تحية لجهوده رغم قصر يده وعجزه عن اتخاذ القرارات بسياسات تكبّله، لكن الحق يجب أن يقال رأفة بالوطن، وبالمواطن: هذه الحكومة المدعومة من صديق ناقل المتفجرات المسجون_ الذي لا يخجل بإعلانه الحرب على آل الحريري بوقاحة غير مسبوقة تطال روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري_ هي حكومة مكمومة أنقذها من الفشل انتشار Covid19..!

إنها حقاً "حكومة اللجان" والإجتماعات التي لا تخرج عنها إلا اللجان المتفرعة، تماما كما وصفها أمين سر اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن حين حذّرها بتغريدات عدة من اللعب بالنار عبثاً بأموال المودعين وتسييس المساعدات الاجتماعية!
إنها حكومة الأجندات التي تُعلٍن مواعيدها "الروتينية" باعتبارها انجازات عبر إعلام التضخيم الفاضح!!

إنها حكومة ذئاب وديعة تُغذّي صمودها من انتشار وباء يهدد حياتنا!
أيها اللبنانيون: ماذا بعد كورونا؟