تتعرض إيران منذ أمد طويل الى عقوبات دولية بسبب سياساتها العدوانية ضد دول المنطقة والعالم، ولعل سعي القيادة الدينية هناك الى تصدير ثورتها لدول المنطقة هو السبب الأساسي لعدم الإستقرار في المنطقة والعالم، والأهم من ذلك سببا لمعاناة الشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الدولية، خصوصا هدر مئات الملايين من الدولارات في سبيل دعم القوى الإرهابية التي ينشرها النظام في أنحاء المعمورة.

ولكن هناك نظام لايختلف كثيرا عن إيران المارقة في نواياه ومساعيه لزعزعة أمن المنطقة، وهو النظام التركي الذي يحكمه الدكتاتور رجب طيب أردوغان.

وكما قلت سابقا وأكرره هنا، إن أي رئيس دولة إذا إستمر في الحكم لمدة طويلة، فلا بد أن يصيبه الغرور الأعمى ويتحول بالتالي الى ممارسة الحكم الدكتاتوري. فالإنسان بطبعه ميال الى الطمع والبقاء في السلطة حتى لو اضطر الى تزييف الانتخابات، وهناك أمثلة كثيرة بهذا الصدد لا داعي لذكرها.

النظام الإيراني يعمل منذ إنقلابه على سلطة الشاه لتصدير ثورته الى دول المنطقة بهدف تشييعها، وأردوغان يفعل الأمر عينه بتصدير ثورته من أجل أخونة الأنظمة العربية!.

إيران تمد ذراعها الى دول المنطقة عبر دعم الميليشيات الشيعية الموالية لها، وأردوغان يفعل الأمر ذاته بدعم التنظيمات الاخوانية التابعىة له في المنطقة!.

ايران تدعم ميليشيات حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية المسلحة في العراق، وأردوغان يدعم ميليشيات النصرة وجماعة داعش ومقاتلي القاعدة في سوريا وليبيا.
إيران تحتل عبر ميليشياتها العراق واليمن، وأردوغان يحتل شمال سوريا ويسعى حاليا لإحتلال ليبيا.

إيران تزود جماعة الحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق بالاسلحة والأموال، وهكذا يفعل أردوغان بدعم داعش والقاعدة في ليبيا وسوريا.
ايران تملأ سجونها ومعتقلاتها بمعارضي حكمها الديني، وأردوغان يملأ سجونه بالمعارضين الأكراد!.

إيران تشن حربا شعواء ضد الحريات بكافة أنواعها، وأردوغان يحارب حرية التعبير بزج الآلاف من الصحفيين والبرلمانيين بسجون النظام.

اذن، السؤال هو " لماذا تتعرض إيران للعقوبات الدولية، ويسلم منها أردوغان "؟. ما الفرق بين النظام الإيراني الفاشي وبين النظام التركي الدكتاتوري؟. وما الفرق بين المرشد الأعلى خامنئي، ومرشد الاخوان الحقيقي رجب طيب أردوغان؟

اسئلة بحاجة الى أجوبة مقنعة..أليس كذلك؟