لنتخيل إن فايروس كورونا هو عدو جاء من الفضاء الخارجي من حضارة أكثر تطورا منا هدفها القضاء على الجنس البشري واستعمار كوكب الأرض لاحقا، وإن هذا الفايروس هو من تم تكليفه بالقضاء على الجنس البشري حيث اكتشف ان البشر لم يستعدوا لمحاربته وإنهم مشغولون بالاستعداد لحروب فيما بينهم وإن فلسفة الحياة عندهم لا تكتمل إلا بالقضاء على خصوم من جنسهم ليربح زعماء تلك الحروب بعض الموارد المادية التي أزهقوا أرواحا كثيرة من جنسهم من أجلها، ولكنهم متباعدين جغرافيا وعاطفيا ويفتقدون الى أية لغة مشتركة تجمعهم. هل ثمة فرصة سانحة يمكن أن تتوفر أفضل من هذه للقضاء عليهم؟
نزل الفيروس في بادئ الأمر في مدينة ووهان الصينية كي يفتك بأكبر عدد ممكن من الجنس البشري، لأنه يعرف إن هذه البقعة من الكرة الأرضية يعيش فيها ما يقارب خمس سكان الأرض وبالتالي سيستخدم عنصر المفاجأة لإيقاع أكبر عدد من الخسائربالجنس البشري هناك، فأصاب عشرات الآلاف، مات منهم الآلاف قبل أن يكتشفوا حيلته بالإنتقال من شخص إلى آخر بمجرد الملامسة، وإنه ينشر جنوده على الأسطح المكشوفه، فبادر الناس هناك إلى إتخاذ إجراءات قسرية ضد كل ما من شأنه تسهيل مهمة العدو، وبادروا إلى الإبتعاد عن بعضهم حين علموا ان العدو يستهدف التجمعات، وعوقب كل من يخرق قواعد الاشتباك هذه بتهمة التعاون مع العدو واتخاذ إجراءات صارمة بحقه.
بعد أن وصلت الإمدادات للعدو، وعدم تحقيقه نصر جاسم في الصين لعدم وجود متعاونين معه، قرر تغيير ساحة المعركة فذهب إلى حيث قوة الجنس البشري العلمية والعسكرية والمالية، إلى دول اوربا والولايات المتحدة فوجد ضالته في إنهم لم يستعدوا لهذا العدو الغامض ولم يستفيدوا من تجربة الصين في التعامل مع المتواطئين مع العدو في بداية الأمر، فقتل العدو المخاتل منهم عشرات الآلاف وأصاب الملايين قبل أن يعتمدوا تجربة الصين في التعاطي مع المتعاونين مع العدو ممن يتجمعون ليتيحوا للعدو إيقاع أكبر الخسائر بين البشر.
لكنهم سرعان ما استعادوا زمام المبادرة وإتبعوا قواعد الاشتباك التي اتبعتها الصين في معركتها مع العدو بإستثناء الولايات المتحدة التي فشل رئيسها في تبني أي تكتيك او استراتيجية من شأنها التقليل من عدد الإصابات وإنشغل أكثر في توجيه اتهامات ذات طابع سياسي لأطراف خارجية أضعفت من قدرته على إدارة معركته بما يقلل الإصابات بين البشر.
خلال الأشهر الماضية من الحرب مع هذا العدو الذي ربح عدة معارك لغاية الآن بفضل تفرق البشر إلى دول وكيانات وأقوام وأديان ومذاهب يقتل بعضهم بعضا لمجرد إنهم يختلفون مع آخرين من جنسهم أحاطوا أنفسهم بحدود على الأرض وفي ادمغتهم تفصلهم عن باقي بني جنسهم، إنتبه البشر إلى ضعف اسلحتهم، فأخذوا يطورون ما لديهم من أسلحة قديمة تم استخدامها مع أعداء سابقون للبشرية مثل سارس، والملاريا، وكذلك في اختراع أسلحة جديدة قيد التجربة، وأصبحت البشرية أكثر فهما لطبيعة المخاطر التي تحيق بها، وبالمقارنة مع بداية الحرب التي لم تكن مستعدة لها، باتت البشرية أكثر استعدادا للمعارك القادمة وبدأ العدو يتقهقر في مواقع كثيرة مثل، العراق، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وبات النصر النهائي على العدو مسألة وقت.