مرة أخرى تشن الحكومة العراقية حربا جديدة من خلال حرمان إقليم كوردستان من حقوقه في الميزانية العامة للدولة وقطع مستحقات الموظفين والمتقاعدين وتطبيق سياسة (قطع الارزاق) ومن المعروف قطع الاعناق ولا قطع الارزاق والدولة العراقية لم تقصر في كلا الجانبين في خطة جهنمية لإثارة القلاقل في كوردستان وإعادة احتلالها والتي تعاني من وضع اقتصادي ومالي صعب ومن التحركات المنظمة لعصابات الإرهاب الدولي التي عاودت الظهور اكثر تنظيما وشراسة وأيضا من الوباء الفايروسي وتكاليفه والمخاطر الناجمة عن انتشاره.

يأتي هذا الحصار الجديد متناغما مع التحركات الإقليمية العدوانية التي تستهدف تشديد الحصار على شعب كوردستان بهدف الغاء تجربته وخشيتها من نجاحها ولإجبار القيادات الكوردستانية على الاستسلام لمخططاتها ومن خلال الاعتداءات المتكررة هنا وهناك بما فيها حرمان الإقليم حتى من الموارد الشحيحة الحالية التي تأتي من النقاط الحدودية بفتح معابر جديدة خارج سيطرة الإقليم وبموافقة الحكومة العراقية في انتهاك صارخ لكل ما يتعلق بمفاهيم الاستقلال والسيادة.

ان استمرار لجوء الدولة العراقية لهذه الأساليب في محاربة شعب كوردستان وحرمانه من حقوقه الدستورية، دليل اخر على استحالة العيش المشترك وبناء دولة المواطنة وانه ان الأوان لشعب كوردستان وقياداته الوطنية اللجوء الى حل نهائي يضع حدا لهذه المعادلة والمعاملة اللاإنسانية المجحفة وضرورة الاستقلال عن هذا الكيان المشوه المعادي الذي يكرس كل طاقاته لمحاربة شعب كوردستان وإلغاء حقوقه الوطنية وإعادة استعمار كوردستان بكل ما تحمله هذه الإعادة من ماسي وانفالات وتغير للواقع القومي وإلغاء للثقافة والتراث و...... الخ.

الوضع المأساوي هذا من تفشي الوباء والهجمات المتجددة للعصابات الإرهابية ومواقف الحكومة العراقية وممارستها السياسية العنصرية (لقطع الارزاق) وعدم قدرة حكومة الإقليم من الاستفادة من المعونات الدولية وقروض البنك الدولي بسبب عدم حصول الاقليم على حالة الدولة، تستدعي كلها الى ضرورة الإعلان عن استقلال كوردستان وإنقاذ أرواح الملايين المهددة بالجوع والمرض والموت نتيجة سياسات الدولة العراقية واحتلال 51% من أراضي كوردستان والحصار الاقتصادي المفروض على كوردستان، ناهيك عن كونه حقا مشروعا بكل المقاييس ووفق كل الأعراف الإنسانية ومبادئ حقوق الانسان.

ان اعلان استقلال كوردستان هو الحل الوحيد المنطقي والعادل والمتجاوب مع إرادة شعب كوردستان الذي اختار الاستقلال بنسبة 93% عام 2017 وهو السبيل الوحيد لقيام حكومة كوردستان بمحاولاتها مع الدول الصديقة والبنك الدولي والمؤسسات الدولية ذات العلاقة لإنقاذ شعب كوردستان من الهولوكوست الذي تحاول الدولة العراقية تنفيذه ضد شعب كوردستان.

النتائج المترتبة على اعلان الاستقلال لن تكون باي حال من الأحوال اسوء من الوضع الصعب والخطير الحالي الذي يعيشه شعب كوردستان بين المطرقة العنصرية للدولة العراقية وسندان الأحقاد الإقليمية واطماعها وإذا كانت الدول المحتلة لجزء من كوردستان ستواصل نهجها الحالي وحروبها غير المعلنة ضد شعب كوردستان فان هناك العديد من الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية التي ستؤيد وتدعم مثل هكذا قرار خاصة وهم يشاهدون ويعايشون الظلم الواقع على الشعب الكوردي والذي لا يمكن تجاهله ولا التستر عليه في العالم الذي اصبح قرية صغيرة.

لقد كان ولا يزال الاستغراق في تضخيم الأسباب المانعة والنتائج المترتبة على مثل هكذا قرار مصيري سببا رئيسا في تأخير عجلة تقدم حركة التحرر الوطني الكوردستاني نحو تحقيق أهدافها الرئيسة وبناء مجتمع حر متصالح مع نفسه ومع الاخرين ويساهم في إرساء الديموقراطية والسلام في المنطقة وهناك كثير من الشكوك حول المصدر الرئيسي لمثل هكذا تحليلات وتوقعات سلبية والتي في المحصلة النهائية تصب في صالح بقاء الاحتلال والاستعمار الاستيطاني.

ان حرمان شعب كوردستان من حقه المشروع في الحرية يشكل وصمة عار في جبين كل الذين ساهموا في خلق هذا الوضع اللاإنساني واستمراره، لقد ان الأوان للعالم المتحضر ان يقف الى جانب شعب كوردستان قبل ان تغرق المنطقة في دوامة اخرى من الحروب والاقتتال.
[email protected]