في عيد العمال يتحول العالم اكثر فأكثر إلي مفهوم المشاركة. فالعامل أصبح له الحق في أن يملك أسهم في نفس الشركة التي يعمل بها.. .

و لم يعد العمال طبقة إجتماعية بل أنتهى التقسيم
الطبقي نفسه الذي نظر له ماركس و انجلز..
و أصبح طالب الدكتوراة عامل في مقهي في الحي
اللاتيني او سان جرمان بباريس أو ميدان البيكاديلي او بائع أحذية في شارع اوكسفورد في لندن... فقد أصبح العمل في فترة زمنية محدودة يساعده على أعباء تكاليف الدراسة. و بهذا لا ينتمي لطبقة عمالية يراها البعض بعين النظرة الدونية مثل ما كانت قبل الثورة الفرنسية التي قسمت المجتمع الى عمال و نبلاء لا يدفعون الضرائب و لهم مكانة اجتماعية مسجلة في البطاقة الشخصية رسميا.

من جهة اخرى بقي صاحب العمل في دول اخرى
لا يقرأ و لا يكتب رغم انه يملك المال والجاه ..
فمن هو العامل و من هو البرجوازي في هذه الحالة؟

لقد تلاشى التقسيم الطبقي الأفقي . (من وجهة نظري) و حل محله التقسيم العمودي فأصبح الطبيب و المهندس عامل في محل يملكه سواء كان عيادة أو مكتب هندسي أو استشاري.. فأصبح من الصعب تطبيق تقسيم ماركس الطبقي على هذه الفئة التي تجمع بين المعرفة و تمارس المهنة.

و أصبح خلق الثروة اهم من سؤال توزيع الثروة.
فخلق الثروة و تراكمها سؤال معرفي بينما توزيع الثروة طرح إيديولوجي.

كما أن الخلخلة الاجتماعية صاحبت الثورة العلمية و مجتمع المخاطرة. فلم يعد العامل عاملا بمفهوم ماركس و لم يعد صاحب العمل ينتمي لطبقة ارقى بمفهوم حزب المحافظين.

انها الثورة العلمية التي هي نتاج العقل منذ توماس ادسون و اكتشاف الكهرباء وصولا الي مارك زوكربيرج و ستيفن جوبز اليوم و لكن يظل التحدي في عصر ما بعد كورونا و كيف سيتعامل العمال و العالم مع هذا التحدي.

* كاتب من ليبيا
[email protected]