"تفاءلوا بالخير تجدوه"، وهذا ما نتمنّى أن ينطبق على حكومة رئيس الوزراء العراقي (الجديد) مصطفى الكاظمي الذي حظي بتأييد عراقي وعربي وأيضاً دولي كبير بالفعل إنّ هذه الحكومة تستحقه لكن يجب عدم الذهاب بعيداً في هذا التفاؤل طالما أنّ هناك قوى فاعلة تضع العصي في الدواليب وأنها ذات حسابات فاعلة تخضع لمعطيات خارجية يجب الإستعداد لتدخلها وعلى غرار ما جرى بالنسبة لمحاولات تشكيل حكومات سابقة!!.

إنّ "قوى التعطيل" التي هي معروفة تمام المعرفة وبخاصة لرئيس الوزراء الجديد الذي وبالتأكيد قد جاء إلى هذا الموقع وهو يحمل "ملفات" كثيرة وهو يعرف أنّ إيران قد تنتظر بعض الوقت لتعرف كل أبعاد آداء حكومة مصطفى الكاظمي الذي بالإمكان القول حتى الآن أنه سيفتح لا بل إنه فتح صفحة جديدة غير تلك التي بقيت سائدة منذ عام 2003 وإلى لحظة جلوسه وأعضاء حكومته على مقاعد غير المقاعد التي تناوب عليها كثيرون على مدى السنوات الـ "17" الماضية.

وبصراحة، ومع الدعاء لهذه الحكومة أنْ تحقق تطلعات كل الذين راهنوا ولا زالوا يراهنون عليها، فإنّ هناك مثلاً ربما أنّ الأشقاء العراقيين بحكم تجاربهم الكثيرة يعرفونه، يقول :"إنّ حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر" وإنّ الذين لعبوا بمعادلات العراق العظيم ومعادلات شعبه الذي بنى حضارة تملأ الحديث عنها مجلدات وكتب التاريخ البعيد والقريب وبخاصة خلال فترة ما بعد عام 2003 فإنهم الآن ينتظرون على أرصفة التخريب والتعطيل ومع التأكيد على أنّ الإشارة إلى هذا التاريخ لا علاقة لها لا بصدام حسين ولا بالتجارب المرة التي عاشها الشعب العراقي في عهده.

إنه وعلى الإطلاق غير مقصودٍ تغليب التشاؤم على التفاؤل بالنسبة لهذه الحكومة الجديدة التي شكلها هذا الإنسان الكفؤ والطيب وصاحب السيرة العطرة لكن تجارب العراق قد علّمت شعبه المعطاء والطيب قبل أن تعلمنا إنه لا يمكن الإطمئنان للأمورر طالما أنّ هناك تدخلاً إيرانياً سافراً في الشؤون العراقية، وطالما أنّ هناك منظمات وتنظيمات عديدة ولاؤها ليس لبلاد الرافدين وشعبها وإنما بكل صراحة لإيران ولـ "حراس الثورة الإيرانية" ومرجعيتها علي خامنئي وليس رئيس الجمهورية العراقية.

إنها مهمة صعبة هذه التي جرى تكليف مصطفى الكاظمي لها، والذي نسأل الله له التوفيق والنجاح، والمعروف أنّ هناك تنظيمات: "شقاق ونفاق" وهذا غير ما ذهب إليه "الحجاج" وعلى الإطلاق، وإنّ "ترويض" هذه التنظيمات وتحويل تبعيتها من الخارج إلى العراق العظيم وأهله تحتاج إلى إلتفاف العراقيين بأغلبيتهم وهذا إنْ ليس كلهم حول هذه الحكومة التي إنْ هي "فشلت" لا سمح الله فإنّ مسيرة عسيرة ستكون بإنتظار هذا البلد العظيم وشعبه الذي بني حضارة تليدة وعظيمة.