خرجت يوم امس تظاهرة سليمة في مدينة دهوك من قبل المعلمين والموظفين يحملون شعار "اين ادخاري"، نسبة إلى التسمية التي تطلقها حكومة الإقليم على الاستقطاع الإجباري من رواتب الموظفين.

ومن الجدير بالذكر،ان المتظاهرين السلميين قدموا طلبًا إلى الجهات المعنية لغرض السماح لهم بالخروج في تظاهرة احتجاجية سلمية يطالبون فيها بابسط حقوقهم المشروعة، لكن طلبهم لم يتم الرد عليه واهمل بحجة منع انتشار كورونا، مما اضطرهم إلى الخروج إلى شوارع المدينة يطالبون بصرف رواتبهم وعليه تم اعتقال عشرات من المدرسين والموظفين، كما تم الإستيلاء على معدات الصحفيين وأعتقال بعض منهم دون اي سند قانوني،حيث تعتبرهذه الاجراءات القمعية انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان من جهة ولقانون العمل الصحفي في إقليم كوردستان (قانون رقم 35 لسنة 2007 ) من جهة ثانية، حيث جاء في باب حقوق وامتيازات الصحفي مايلي :
المادة 7 :
أولاً: الصحفي مستقل ولا سلطان عليه في أداء أعماله المهنية لغير القانون.

ثانياً: لا يجوز أن يكون الرأي الذي يصدر عن الصحفي أو المعلومات التي ينشرها سبباً للمساس به او بحقوقه.

ثالثاً: للصحفي عدم إفشاء مصادر معلوماته إلا بقرار قضائي.

رابعاً: للصحفي الحق في حضور المؤتمرات وغيرها من الفعاليات العامة.

خامساً: كل من أهان صحفياً أو اعتدى عليه بسبب عمله يعاقب بالعقوبات المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية واجباته او بسببها.
وهنا اسأل كل من يهمه الامر : ما الفائدة من تدوين وإقرار قوانين لا تطبق؟

لماذا الكيل بمكيالين :
عندما انطلقت المظاهرات في عدد من مدن جنوب العراق وبغداد العاصمة احتجاجا على الفساد وتردي الخدمات وتصاعد معدلات البطالة والفقر، اصدرت حكومة الإقليم مذكرة طالبت فيها الجهات المعنية العراقية بعدم استخدام العنف تجاه المتظاهرين السلميين وقالت بان القمع لا يحل المشكلة بل يضاعفها ويؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب ويزيد معاناة العراقيين، كما اكدت بضرورة احترام حقوق الإنسان وأكدت أن التظاهرات السلمية حق للمواطنين كفلها الدستور العراقي، بالضبط عكس ما تفعل الحكومة او بالاحرى الأسرة الحاكمة في الإقليم، وان احداث يوم امس في دهوك خير دليل على ذالك،حيث قامت القوات الامنية بضرب واعتقال وقمع المتظاهرين السلميين وارهابهم واسكات اصواتهم الحرة المنادية بحقوقهم المسلوبة.

والمُضحك المُبكي أن بعض الجهات حاول زوراً وبهتاناً إتهام أطراف أجنبية بتحريك هذه المظاهرات لإثارة الفوضى والقلاقل و ضرب إستقرارالإقليم ! في حين ان المتظاهرين السلميين كانوا يرفعون شعار ( إين راتبي ـ أين ادخاري )؟

اخيرا اقول : عندما نسلط الضوء على فشل الحكومة في معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم في الإقليم، نفعل ذلك وقوفاً منا إلى جانب الشعب المتضرر وليس دعماً منا لأحزاب معارضة فاشلة بدون استثناء ( من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار )، معارضة لا تختلف عن الحكومة !
وقبل أن أختم مقالي أود أن أسأل حكومة الإقليم : يا أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية،لماذا هذا الكيل الفاضح بمكيالين (قمع المتظاهرين السلميين وإسكاتهم حلال عليكم وحرام على غيركم )؟