إنه ظلم أنْ يوضع "العلويون" في سوريا في سلة واحدة وأن يُؤْخذوا ويوآخذوا بجريرة هذا النظام أي نظام بشار الأسد، الذي ورثه عن والده حافظ الأسد، الذي لا شك في أنه قد إتكأ على بعض أبناء الطائفة العلوية كما أتكأ على بعض السنة والإسماعيليين وأيضاً على بعض الدروز..وعلى من هب ودب، كما يقال، وهذا أسلوب معروف بالنسبة لكل الأنظمة الإستبدادية حيث أن أبناء طائفة هؤلاء هم الموالون لهم والذين يرتبط مصيرهم بمصيرهم.. ولعل ما يجب التذكير به في هذا المجال هو أن عبدالحليم خدام قبل أن يطرد من "الجنة الأسدية" كان يعتبر "علوياًّ" أكثر من كل المتعصبين من الطائفة العلوية وهذا ينطبق على مصطفى طلاس ووليد المعلم وعلى نائب الرئيس (شكلياًّ) فاروق الشرع..وغيرهم كثيرون!!.

وإن ما لا يعرفه كثيرون من خارج سوريا هو أن غالبية الطائفة العلوية تشكل نحو 25% من الشعب السوري وبخاصة رموزها وكفاءاتها الثقافية والسياسية أيضاً لا تؤيد نظام الأسد الأب ولا نظام الأسد الإبن وأن هذه الطائفة منقسمة " شاقولياً" كما يقال، منذ زمن بعيد وأن عدداً كبيراً من رموزها من بينهم صلاح جديد قد "ساكنوا" معارضين لهذا النظام، من بينهم بعض العرب مثل ضافي الجمعاني(أبوموسى) وحاكم الفايز (أبوفهد)، في زنازين المزة الشهيرة ولسنوات طويلة وحيث أن بعضهم قد إنتهى عمره وفارقته حياته في هذه الزنازين التي كان أشادها الفرنسيون للمقاومين لهم من أبناء الشعب السوري العظيم بالفعل.

وهكذا فإنه من الظلم الفادح وضع أبناء هذه الطائفة، التي كان رموزها في طليعة من قاوموا المستعمرين الفرنسيين والأنظمة الإستبدادية، في دائرة واحدة والتعامل معهم على أنهم جزءاً من هذا النظام الذي لا طائفة له إلا "أتباعه" الذين لا شك في أن بعضهم من العلويين الذين من بينهم زكي الأرسوزي ذلك المفكر القومي الكبير والتي من أبنائها أيضاً صلاح جديد الذي كان قائداً بعثياً كبيراً بينما كان شقيقه غسان جديد أحد قادة الحزب القومي السوري الذي إغتال عدنان المالكي وقد تم إغتياله أي غسان جديد في بيروت من قبل حزب البعث رداًّ على إغتيال المالكي.

ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال إن هناك من يقول، لا بل ويؤكد، أنّ هذا النظام، نظام بشار الأسد، هو من دفع تنظيم "النصرة" والتنظيمات المتطرفة لإستهداف "العلويين" لإجبارهم على الإحتماء به وليزيدهم إلْتصاقاً بنظامه وحقيقة أن هذه العائلة، التي من أكبر رموزها رفعت الأسد المسؤول عن جرائم كثيرة من بينها جرائم حماة الشهيرة وذلك قبل أن يختلف مع شقيقه حافظ الأسد ويغادر إلى الخارج وبدون رجعة ، لا يهمهما إلاّ بقاء نظامها وأنها في حقيقة الأمر هي من يجلب المصائب إلى "العلويين" الذي ضاق ذرعاً عدداً كبيراً من ضباطهم من تصرفات رأس هذا النظام وكبار المسؤولين فيه ومن بينهم من لا ينتمون إلى الطائفة العلوية.

وهنا ويقضي قول الحقيقة في هذا المجال إنّ خيرة المثقفين السوريين، من شعراء وكتاب وروائيين وسياسيين مرموقين، هم من أبناء هذه الطائفة، الذين لا يعترفون بـ "طائفيتهم" كمنذر ماخوس وسعدالله ونوس وسليمان الأحمد ومحسن بلال وبالطبع وممدوح عدوان وحيدر حيدر وأسعد فضة و"أدونيس" وسليمان العيس وبدوي الجبل وصالح العلي وكذلك وفي هذا المجال لا بد من التأكيد على أن الدكتور إبراهيم ماخوس كان في طليعة من قاوموا نظام حافظ الأسد وأنه قد إضطر إلى الهرب واللجوء إلى الجزائر التي كان عمل طبيباً متطوعاً في ثورتها المجيدة ومعه الدكتور نورالدين الأتاسي والدكتور يوسف زعين.