لقد رأيت هذا بأمّ عينيّ في إحدى زياراتي لركنٍ منزوٍ في أفريقيا يقطنه بعض "الشاردين" من مجموعة متخلفة، حيث أنّ بعض هؤلاء يرجمون شجرةً مثمرةً بالحجارة ليحصلوا على بعض ثمرها، وذلك مع أنّ بإمكانهم أنْ يهزوا بعض أغصانها برفق وبدون أنْ يكسروا غصناً أو يطيحوا بورقة، والمشكلة أنّهم وكما رأيت ما أن تسقط إحدى الثمار اليانعة حتى يهجموا عليها في تزاحم إستقتالي و"يُمرمغوها" بالأتربة والحصى الصغيرة وتكون النتيجة أنّهم كلهم يصبحون من الخاسرين!!.

أنا لا أقصد مجموعة بعينها ولا أشخاصا محدّدين، ولكنّني بعد متابعة متواصلة لاحظت أنّ بعض "المفلسين" والمصابين بداء الغيرة بلا أي كفاءة ولا مقدرة وغير القادرين على القيام بأي دورٍ لا في مجتمعهم ولا في عائلاتهم ولا يتقنون إلّا الهمس الرديء ..وإلّا القيل والقال يواصلون بإستمتاع إجترار أسوأ مرضٍ "معدٍ" يصيب أي إنسان وهو الغيبة والنميمة وهم يحاولون تسلّق الأشجار المرتفعة التي تعطي أفضل الثمار الجميلة.

وبالطبع؛ فإنّ هؤلاء لا يجدون من يستعينون بهم ليشاركوهم في تفريغ أحقادهم على أفضل شاب أعطته هذه المرحلة التاريخية، التي نتمنّى أنْ تطول لشعبه ولأمته، إلاّ رموز نظام بقوا يحاولون الوقوف على رؤوس أصابع أقدامهم ليظهروا أنهم ولو أقلّ قليلاً من العمالقة المصابين بالحسد والغيرة تجاههم، لكنهم عندما شبعوا فشلاً لم يجدوا إلا الإلتحاق بركب المعادين لأمتنا العربية العظيمة وعلى مدى حقب التاريخ القديمة والجديدة .

وأغلب الظن لا بل المؤكد وكما هو واضح وغدا معروفاً أنّ هؤلاء ومنْ أجل مواصلة قذف حجارتهم المؤذية على واحدة من أفضل ثمار الغابة العربية الكريمة قد شكّلوا غرفة عمليات مشتركة وبثلاث لغات هي التركية والفارسية ولغة القرآن الكريم وللأسف، لكنهم بقوا "يرطنون" بلا أي إنجاز وبقيت القافلة تسير وأمامها حاديها الكبير الذي أعطى لشعبه العظيم ولأمته العظيمة هذا الشاب الذي إنطلق منذ اللحظات الأولى كسهمٍ إنطلق بسرعة الضوء من قوسٍ مشدودة الوتر!!.

وهكذا ويقيناً أنّ هذه القافلة.. المقدسة نعم المقدسة ستبقى تسير ما دام أنّ حاديها هذا القائد الكبير الذي ورث عن أبيه العظيم كل الصفات الكبيرة والعظيمة، الذي على كل خيِّرٍ في هذا الشعب وفي هذه الأمة أنْ يرفع كفيه مفتوحتان نحو السماء... سماء مكة المكرمة ويسأل العلي القدير في فجر يوم طاهر أنْ يطيل عمر حادي القافلة وأنْ يكلأه بعين رعايته.. وأنْ يحفظ هذا السهم المنطلق نحو السماء بسرعة الضوء، وأنْ يخيّب ظنون الذين لا يجدون في هذا الرمح العربي إلاّ أنه ينطلق بسرعة البرق وأنه صلب وشديد اللمعان.
"وكل عام وأنتم بخير".