يقال كان هناك مجتمع كان الراسخ عندهم أن للمسلم ثلاث دعوات مستجابة فقط في رمضان؛ فقام أحد افراد تلك الجماعه بإخراج رأسه من بين الأسياخ الموجودة بالشباك فلما رأى الأجواء صار لديه إحساس أنها ساعة مباركة فسأل الله أن يكبر رأسه في مجتمعه؛ فاستجابالله لدعوته ولكن لم يستطع إخراج رأسه من بين الأسياخ فدعى الله أن يصغر رأسه ليستطيع إخراجه فاستجاب الله دعوته وصغر رأسه حتىصار صغيراً جداً؛ ثم سأل الله أن يعيد رأسه كما كان فتقبل الله دعوته وذهبت الدعوات الثلاث وهو مشغول برأسه.

و أنا أقرأُ هذه القصة جال في خاطري جبهات الرئيس أردوغان الثلاث التي فتحها على نفسه و على بلاده في ظل أسوأ الظروف الاقتصاديةالتي تحيط بتركيا خلال العقد الماضي من الزمن ؛ دخل الرئيس أردوغان إلى قطر بقاعدته العسكرية سعياً منه لإثبات هيمنته الإقليمية؛ هذه الهيمنة الموهومة التي مالبثت أن تحولت إلى طلبٍ لدولارات قطر لإنعاش الليرة "المريضة"؛ ودخل إلى سوريا نكايةً في الأكراد ظناً منه أن الجغرافيا السورية سهلةً كما في الكتب؛ لكنه وجد نفسه كعصفورٍ في صراع الفيلة "أميركا و روسيا"؛ و دخل إلى ليبيا عن طريق البحر الأبيض المتوسط و انتعش بانتصاراتٍ لحظية و يبدو أنه لم يدرك بعد أن ليبيا هي حرب استنزاف و سينتصر فيها الطرف الثالث الذي يراقب الاوضاع للإنقضاض على الكعكة بكاملها؛ أدخل الرئيس اردوغان رأسه في ثلاثة شبابيك في آنٍ واحد؛ و ربما يعود يوماً إلى أنقرة بلارأس.