سؤال يتبادر الى الذهن، وجوابه يلخص هدفه بالتأكيد، وهو.. هل يستحق الحوار بين العراق والولايات المتحدة أن يسمى حوارا إستراتيجيا، وهو بهذا المستوى من المفاوضين..

وهل تحقق شيء ملموس من الاتفاقية بين الجانبين على الارض يناسب المدة التي مضت على توقيعها لكي يتطلع المواطن العراقي الى قرارات بمستوى أعلى تناسب العنوان في القطاعات التي شملتها الاتفاقية.. الامنية ، الاقتصادية ، السياسية ، في التربية والتعليم والطاقة والتكنلوجيا والصحة الخ؟

إن هذا العنوان الكبير للحوار، وخاصة بعد 12 عاما على توقيع الاتفاقية يفرض أن يكون المفاوضون على مستوى وزيري خارجية البلدين، إن تعذر على مستوى أعلى، وبحضور الوزراء المعنين ببنود الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت عام 2008 ، ولا يمكن أن يكون لكورونا علاقة بهذا المستوى من المفاوضين ما دام يجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة..
يمكن أن يوصف الحوار بانه غير متكافىء، لاعتبارات عديدة ، ليس على مستوى المفاوضين لصالح امريكا فقط ، وانما على مستوى ظروف البلدين.. فظروف العراق تختلف عن ظروف امريكا - وان تشهد حاليا اضطرابات داخلية - خاصة الصحية والاقتصادية والسياسية وطبيعة العلاقة بينهما ، التي لم يظهر منها على الارض الى الان غير الجانب الامني.

وتوحي مجريات الاحداث الماضية ، والانقسام بين القوى السياسية ، وخاصة داخل البرلمان حول وجود القوات الأميركية، بقراءة للمراقب وهي أنه ليس لامريكا في المرحلة الراهنة مصلحة من الحوار غير موضوع واحد فقط ، وترتبط به أهداف أخرى في المطقة وهو تأمين بقاء قواتها على الارض العراقية ، وما عداه يصب في صالح العراق في المجالات الاخرى في بنود الاتفاقية اذا ما جرى تطبيقها بعده ، علها تساعده في ظرفه الاقتصادي والصحي الصعب لعبور الازمة.

فهل يسفر الحوار عن صفقة كبيرة بحوار أخر بعد حين على مستوى أعلى، تتضمن الهدفين للطرفين معا وتشمل أطرافا أخرى لها علاقة بالموضوع خلال عمر الحكومتين القصير.. إذ لم تبق على ولاية ترامب غير أشهر قليلة ، وأكثر منها بقليل لحكومة الكاظمي، اذا ما التزم بتعهده باجراء انتخابات مبكرة. واذا ما تمت الصفقة يكون الطرفان قد حققا هدفهما.. الاول يذهب للانتخابات وبيده ورقة قوية تساعده في ازمته الداخلية ، والثاني عبور الازمة الاقتصادية والصحية والسياسية للعراق، ويذهب هو الاخر للانتخابات اذا ما اراد المشاركة فيها ، وبيده ورقة قوية أيضا. وعندها يطابق العنوان المضمون، ويناسب التوقيت.

* كاتب صحفي واعلامي عراقي ودبلوماسي سابق