حتى "الرفيق" متعب شنان، الذي كان رئيساً للإتحاد الوطني لطلبة سوريا والذي بعد أنْ "كوّع" تكويعة عريضة تم تعيينه بعد إنقلاب حافظ الأسد في عام 1970 وزيراً للدفاع على إعتبار أنّ القائد العروبي (الدرزي) المير مجيد أرسلان بقي وزيراً للدفاع في لبنان من "المهد إلى اللحد"، كما يقال. لم يظهر شنان في المظاهرات اللي المعاكسة لمظاهرات سلطان باشا الأطرش ونجله الكبير منصور الأطرش ومظاهرات شبلي العيسمي وكمال جنبلاط وحسن الأطرش وسليم حاطوم وأيضاً مظاهرات وليد جنبلاط الذي بقي يضع حياته على كفه منذ أن قال له حافظ الأسد بعد إغتيال والده وهو في طريقة إلى "المختارة": سبحان الخالق الناطق مثل والدك الذي نصحته لكنه لم ينتصح فكانت نهايته هذه النهاية.

ولعلّ ما لا يعرفه البعض أنّ هناك منذ سيطرة حافظ الأسد على الحكم عام 1970 لا بل منذ سيطرة "البعث" التقليدي: "ميشيل عفلق وصلاح البيطار" على هذا الحكم وبعده البعث اليساري: "صلاح جديد ونور الدين الأتاسي ويوسف زعين"، مناورة مكشوفة ولعبة سياسية باتت معروفة وهي مواجهة أي "تظاهرة" شعبية وبخاصة في جبل العرب المتمرد دائماً وأبداً منذ العهد العثماني والفرنسي وحتى الآن بتظاهرة مخابراتية معاكسة يتم إستقدام المشاركين فيها من مناطق الموالاة طائفياً وإرتزاقياً؛ وهذا هو ما حصل في السويداء حيث تم شحن متظاهرين موالين من "القرداحة" ومن غيرها ليواجهوا مظاهرة النوايا الصادقة والوطنية الصحيحة في جبل العرب الذي لم تهدأ ثورته منذ عهد العثمانيين وحتى الآن!

إنها لعبة معروفة ومكشوفة، وأعتقد أنّ من راقبوها عن قرب وربما من بينهم "الرفيق" متعب شنان رئيس الإتحاد الوطني ووزير الدفاع في المرحلة الإنتقالية، الذي أرجو أنه لا يزال على قيد الحياة، قد تأكدوا منْ أنّ هذا النظام بات ذاهباً إلى مصيره المزري والمحتوم ما دام أنه إستورد متظاهرين ضد مظاهرة السويداء الصادقة والوطنية وأيضاً القومية، فسوريا هذه التي أنجبت بطل ميسلون يوسف العظمة هي بلد الثورات ولا تزال تهتف:
كم لنا من ميسلون نفضت
عن جناحيها غبار التعب
كم نبت أسيافنا فـي ملعب
وكبت أفراسنا فـي ملعب

*رحم الله عمر أبو ريشة.