حتى وإنْ إلتحق بركبه بعض "التدرنات" العربية الصغيرة فعلاً فإنه على رجب طيب أردوغان أنْ يتذكر أن عائلته ليست "أناضولية" ولا عثمانية وإنه قبل فترة قد مرت الذكرى المائة على هزيمة العثمانيين وإنهيار "إمبراطوريتهم" البائسة.. وهنا وإذا كان لا يتذكر فإننا نذكره بأنّ العرب الذين كانوا قد ذاقوا الأمرين على مدى أربعمائة عام وأكثر من حكم "السلاطين" كانوا عاملاً رئيسياًّ في إنهيار إمبراطورية كانت نهايتها سيئة ووخيمة.

والآن فإن محاولات هذا "الغير" أناضولي الذي لم يبق عليه إلاّ أن يتخلص من ربطة عنقه وملابسه الـ "فرنجية" ويرتدي عمامة وجلباب سلاطين آل عثمان ستبوء بالفشل بالتأكيد وحتى وإن إلتحق به بعض أقزام الأمة العربية الذين يحاولون "التعملق" في هذا الزمن الرديء الذي وبالتأكيد لن يستمر لفترة طويلة.

وعلى هؤلاء الذين بادروا مبكراً إلى الإلتحاق بركب هذا "المتعثمن" بعد قرن كامل من إنهيار العثمانية أن يتذكروا أن "حمايتهم" الحقيقية والفعلية هي أمتهم العربية هذه الأمة العظيمة وأن الجيش "العثماني" المدفوع الثمن الذي يرابط على أرضهم، الأرض العربية ، لن يفيدهم ولن يحميهم إذا وقعت الواقعة وإذا ثار عليهم شعبهم العربي والعروبي الذي لا يمكن أن يبقى صامتاً إزاء كل هذه الإنحرافات والذي بالتأكيد أنه سيستعيد كرامته.

ولعل ما لا يأخذه بعين الإعتبار، الذين تخلوا عن أمتهم العربية وألتحقوا بأعدائها الذين أخرجوها من مسيرة التاريخ لأكثر من أربعة قرون متلاحقة، هو أنه عندما تصل تجاوزات هؤلاء الأقزام السياسيين على هذه الأمة فإن أبناءها الفعليين والحقيقيين لا يسكتون على ضيم وكانت تجربة الأيام الأخيرة هي الدليل القاطع وحيث أنه عندما رفعت: "قاهرة المعز لدين الله الفاطمي" راية: "النخوة العربية" ضد الـ "المتعثمنين" إرتفعت الرايات العروبية كلها بإستثناء رايات الأقزام الذين إختاروا أن يتظللوا براية رجب طيب أردوغان التي سيتم "تمريغها" في تراب ليبيا الطاهر.

إنها لحظة تاريخية حاسمة وأنه إذا لم يوضع حدٌّ لتطلعات رجب طيب أردوغان في إفريقيا العربية وحيث إنْ هو حقق مآربه في ليبيا فإنه سينتقل إلى تونس وإلى ما بعد تونس وحيث أنّ "عينه" على أرض الكنانة معتمداً على الإخوان المسلمين الذين كانت كل تجاربهم فاشلة والذين غدت "إسطنبول" عاصمة لهم وأصبح "خليفتهم" هذا الرئيس التركي التي ستثبت الأيام القريبة أن كل تطلعاته "عمياء" وإنّ كل محاولاته فاشلة .."وإنه في أول غزواته قد كسر عصاته"!