في ظل تمادي التوغلات التركية بهدف الاحتلال وفرض امر واقع الوجود التركي في مناطق واسعة من كردستان العراق وعموم الشمال العراقي وفي ظل المواقف اللفظية فقط الرافضة والمنددة لهذه التوسعات التركية المكشوفة الهادفة لقضم اراضي واسعة من العراق تحت دعاوى التابعية التاريخية العثمانية وغير ذلك من تخريجات هادفة لاضفاء شرعية مزورة على التمدد النيوعثماني والاخواني الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ليبيا الى العراق ما يستدعي مواقف ترقى الى سوية الحدث وخطورته فالدعاوى التاريخية التركية في ملكية ولاية الموصل ليست محض نوستالجي الزمن امبراطوري آفل وانما ثمة الان نفخ في روح هذه النزعة التوسعية والعدوانية التي تريد العودة بالزمن لقرون خلت واعادة تحويل شعوب وبلدان وامصار هذه المنطقة الى ولايات تابعة للسلطان الجديد اردوغان.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عن القوى العراقية التي لطالما صورت نفسها ضد الاحتلال وانتهاك سيادة العراق الوطنية حين يتعلق الامر بالاميركان لكنها صم بكم إزاء الاحتلال التركي المتصاعد لشمال العراق والذي بالمناسبة لايستهدف المناطق الكردستانية فقط بل و يسعى رويداً رويداً لقضم كامل الشمال العراقي تحت دعاوى المناطق الامنة والاحزمة الفاصلة وغيرها من تلاعب بالكلمات بغية التغطية على المشروع التوسعي الذي يستهدف العراق وسورية ولنيقف عند التخوم الليبية ان استمرت حال الصمت واللامبالاة عراقيا وعربيا ودوليا ازاء هذه التدخلات والجرائم التيترافقها حيث يسقط يومياً ضحايا وجرحى مدنيون ابرياء وتدمر قرى ومزارع فاين هم من كانوا يحاصرون.

ويستهدفونسفارة العم سام في قلب بغداد لما لا نرى ولو احتجاجا سلميا لهم امام سفارة انقرة في العاصمة العراقية او قنصلياتها في الموصل مثلا تلك القنصلية التي لا زلنا نذكر كيف كان التعاطي الداعشي الودود معها ومع موظفيها.

وتشير اخر تطورات التمدد التركي الى الوصول لمنطقة قره جوخ وهي منطقة استراتيجة تربط وتتماس مع الموصل وكركوك الامر الذي يثير مخاوف جدية من وجود خطط تركية لاعادة انعاش داعش وان تحت مسميات اخرى حتى خاصة وان ثمة تصاعداً لحراك الدواعش في تلك المناطق.

اين قوى الحشد الشعبي والقوى المزايدة في توكيد عراقيتها ووطنيتها من احتلال اجزاء واسعة من بلدهم في الشمال وكأن الشمال ليس عراقياً وكأن كردستان ليست اقليماً فيدراليا عراقياً لماذا ثمة تجاهل وغض بصر عن تحركات السفير التركي فاتح يلدز في بغداد وتواصله مع زعماء عشائر عربية شيعية خصوصاً بغية فرض اجندات انقرة في الساحة العراقية والخليجية والعربية ولعبها على التناقضات العراقية قومياً وطائفياً فلماذا الكيل بمكيالين من لدن من يدعونا لوطنية العراقية فالاميركي محتل لكن التركي لا في حين ان العكس هو صحيح فواشنطن في المحصلة موجودة ضمن تفاهمات واتفاقات ولا ننسى انها هي من دشنت العراق الجديد من خلال اسقاطها نظام صدام اثر عملية تحرير العراق والتي كي لا ننسى لم تشارك فيها تركيا بل وعارضتها ولم تسمح حتى باستخدام اراضيها آنذاك خشبة منها لحدوث تغيير ديموقراطي في العراق عموماً والفوبيا التي تتملكها من تمتع الكرد بحقوقهم في عراق ما بعد صدام ودورهم المحوري في عملية التحرير وبناء العراق الجديد.

انها ساعة الحقيقة ووطنية مختلف القوى السياسية العراقية على المحك الان فالوطنية والدفاع عن السيادة ورفض العدوان والاحتلال كل لا بتجزأ.