لم يكتف النظام التركي الحاكم باحتلال كوردستان الغربية وذبح مدينة عفرين من الوريد الى الوريد وتدمير مناطق شاسعة من الشمال السوري بذريعة إقامة منطقة امنة، وانما بدأ هجوما واسعا بما يملكه من ترسانة حربية وامكانيات عسكرية على إقليم كوردستان العراق في خرق واضح لكل المقاييس والقرارات والقوانين الدولية وانتهاك سيادة وحرمة أراضي دولة عضو في الأمم المتحدة، مستغلة الوضع الداخلي العراقي المربك وتناغم قوى إقليمية معروفة بعدائها لشعب كوردستان وصمت المجتمع الدولي والتحالف الدولي المناهض للإرهاب إزاء الجرائم التي يرتكبها النظام التركي في كل من سوريا والعراق وليبيا والبحر الأبيض المتوسط.

الهجوم العسكري واسع النطاق والحرب التي تشنها تركيا اردوغان ضد إقليم كوردستان العراق، بذريعة مكافحة ما تسميه بإرهاب حزب العمال الكوردستاني هو محاولة للتعتيم على السبب الرئيس الكامن وراء الهجوم لتحقيق اهداف عنصرية واطماع توسعية تتمثل في:
- القضاء على التجربة والمشروع الديموقراطي لإقليم كوردستان العراق والنظام الاتحادي والتخلص من الاثار الناجمة عن نجاح هذه التجربة التي تعتبرها خطرا على نظامها العنصري
- إعادة احتلال ما تسميه بولاية الموصل التركية التي تشمل كوردستان العراق ومنابع النفط في كركوك وربما إعادة احتلال ولايتي وبغداد والبصرة العثمانيتين بمناسبة انتهاء مدة معاهدة لوزان الموقعة في 24/ تموز/ 1923 وهو امر لا تخفيه تركيا ولا مسؤوليها الذين يصرحون بقرب عودة هذه المناطق الى حضن الوطن!!!! وإعادة احياء الإمبراطورية العثمانية المقبورة!!!!

وبالتعاون الوثيق مع المتاجرين بالدين الاسلامي والأحزاب المحسوبة عليه ظلما وعدوانا.

الهجوم التركي والعدوان الصارخ على إقليم كوردستان هو البداية فقط لما تعتبره تركيا الاردوغانية تحريرا لأراضيها وهو تهديد خطير للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ان يتحركا بسرعة لوضع حد لهذا الاستهتار بكل القرارات والقوانين الدولية ذات العلاقة.

المؤكد مع صمت الدولة العراقية ومواقفها الهزيلة التي لا تتعدى الاستنكار الخجول فان المقاومة الوطنية الكوردستانية الشاملة ستنفجر عاجلا او اجلا وعلى الجنرالات المروجين للأطماع التوسعية إعادة النظر في حساباتهم غير الدقيقة قبل ان يغرقوا في حرب طويلة الأمد لن يقف العالم المتحضر صامتا إزاء الاثار المدمرة الناتجة عنها خاصة والنظام التركي الحالي يعاني من مشاكل داخلية عميقة بما فيها دكتاتورية اردوغان والاجهاز على الديموقراطية والقاء مئات الألوف في غياهب السجون و......الخ

وليس سرا انه نظام مكروه على المستوى الدولي والاوروبي الذي يرفض قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي حتى الان.

غني عن البيان ان الأطراف الإقليمية والعنصرية التي تتناغم مع الهجوم التركي اليوم ستدفع غدا ثمنا باهظا للأطماع التوسعية التركية ومشاريع احياء الإمبراطورية العثمانية وان غدا لناظره لقريب.
[email protected]